يصف القرآن أهل الجنة فيقول:(دعواهم فيها سبحانك الهم، وتحيتهم فيها سلام، وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين).
ويعرف الإنجيل الله فيقول:(الله محبة).
ويروي الأستاذ فتحي رضوان في كتابة عن غاندي أنه لما كان في جنوب أفريقيا يجاهد الإنجليز في سبيل الهنود وكرامة إنسانيتهم كان في اجتماع، وفيما هو يغادره مصطحبا سيدة إنجليزية ألفته السيدة يتسلل من جانبيها إلى ركن مضلم، ورأته في الركن يواجه شبحا ورأته يمد يده إلى يد الشبح يأخذ منها شيئا ذا نصل براق، ورأته يخفي ذا النصل، ثم يتأبط الشبح فيخرج به من الظلمة إلى النور يسايره ويحادثه ويبساطه ويوداعه، ثم يعاهده ويستوثقه أمراً جللاً ثم يحييه ويفارقه فينصرف الشاب الهندي مطمنا مؤمنا معتزاً بما فيه من كبرياء المستشهد بعد أن كان الشبح المتخفي المتلصص النازع إلى الجريمة. فراع السيدة هذا الذي رأته وسألت غاندي فقال لها: أحسست أن هنديا كامناً لي يريد القضاء عليّ لأنه حسب فيّ السوء والغدر وخيانة الهنود، فسعيت إليه، وأنا مملوء بحبه كما أحب كل الهنود. . . اتجهت إليه وأنا في هذا الحب، فما مس حبي الغل في نفسه حتى نوره فتألق حبا، فتعارفنا وتفاهمنا فتآلفنا، وتفارقنا ونحن أخوان في حب الهند والذود عن الهند.
معجزة من معجزات الحب أيد الله بها غاندي ونجاه بها من كيد كان فيه الردى والهلاك، ولم تكن معجزة كهذه لتقع بين سمع إنسان وبصره من غير أن تفعم نفسه وتشغلها باستدراكها متحسسة متفهمة تواقة إلى تحصيلها بعد ما أعلن صاحبها أنها تيسرت له بتدريب روض عليه نفسه فكان هذا الإعلان إغراء بالمعجزات تباح لمن يريده، فدار بين السيدة وغاندي حديث تقصت فيه السيدة الحب وتعلمته من أستاذه الجديد، فكان مما علمه