النعاس الذي يهوم على عيني الطفل. . . هل يدري أحد مأتاه؟
أجل. فقد زعموا أنه هناك في تلك الغيمة البديعة الفاتنة، الراقدة في ظلال الغاب الذي تضيئه الحباحب بأنوارها الخافتة. . . حيث برضت برعمتان دقيقتان، يخيم بين تلافيف أوراقهما الناعمة، مرود عجيب صيغ من سحر حلال ليكحل طرف الطفل. .
من هناك يجيء النعاس، ويداعب أجفان الطفل وهو راقد في مهده
الابتسامة التي ترف على ثغر الطفل وتطوف حول شفتيه وهو راقد في مهده. . . هل يعلم أحد من أين تجيء؟
أجل. فقد زعموا أن موجة ذهبية من موجات نور الهلال عند أفوله مست حافة إحدى سحب الخريف المتبددة، فولدت هناك أول ابتسامة، وكان مولدها في حلم الصباح المغتسل بالانداء. . . من هناك تجيء الابتسامة التي ترف على ثغر الطفل وهو نعسان.
النضارة الرقيقة الناعمة التي توقر أعضاء الطفل بأثمارها، وتزين ملامحه بأزهارها، فتضحك عن الأقحوان، وتتنفس عن الريحان. . . هل يدري أحد أين كانت مخبوءة من قبل؟
أجل. فإنها حين كانت الأم عذراء فتية قد انطوت في حنايا قلبها بعناية تجسمت فيها أبلغ أسرار الحب وأجمل خفايا الحنان. . . هنا كانت النضارة الرقيقة الناعمة التي تتفتح أكمامها في صباح وجه الطفل ويترقرق ماؤها على ديباجة خده