للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[٦ - نقد رامي]

للأستاذ دريني خشبة

لا نحسب أننا فرغنا من محاسن رامي حتى نخلص إلى معايبه. . . إن كانت له معايب تزري بنبله الجم، وشاعريته الرقيقة، وروحه الذي ظل للعالم العربي كله برداً وسلاماً وروحاً ونشوة أكثر من عشرين عاماً مباركاً يسكب في آذاننا شدو قلبه النابض، وغناء وجدانه الفياض، وأنات نفسه الجريحة الدامية

١ - وأول ما يلفت النظر في حياة رامي وإنتاجه الأدبي هو انصرافه العجيب المفاجئ عن قرض الشعر، واقتصاره على توشية أغانيه المصرية الساحرة، وذلك منذ أن دخلت في حياته الآنسة أم كلثوم!. . . لماذا؟ لماذا يا ترى رضى الشاعر الإنساني أن يكون بلبلاً فحسب؟! حقيقة إنه نظم ثلاثين أو أربعين أو خمسين مقطوعة. . . ولا نقول قصيدة. . . لكنها جميعاً من ذلك النوع الذي ذكرنا آنفاً أنه يصح تسميته (خطابات منظومة) كان الشاعر يضمنها بعض بثه إلى المخلوق السعيد الذي أعاد الحياة إلى قلبه، والإيمان إلى روحه، وإن تكن حياة كلها شكوى وشك وغيرة، وإن يكن إيماناً قلقاً مزعزعاً ينضح بالدموع والآلام

لقد ذكر رامي لصديقي الشاعر الذي سفر بيني وبينه تمهيداً لكتابة هذه الفصول أن لديه مجموعة كبيرة من الشعر الذي نظمه في خلال هذه الحقبة الطويلة من عمره ولم ينشره؛ وقد حاولت أن أطلع على هذه المجموعة ولكني لم أشهدها لأن السفر أعجلني عن ذلك. . . ومهما يكن من أمر هذه المجموعة، فرامي مقصر ولا شك، وثروة الشعر العربي لن تفتأ تطالبه بعشرة أجزاء من ديوانيه الخالد الذي كان يصدره بمعدل جزء عن كل عامين؛ ونحن لا نشك في أن إنتاجه الشعري قد أصبح قلة في جانب إنتاجه الغنائي، وإن يكن قد أودع أغانيه كل ما كان يودع شعره من قطع قلبه وروحه ودموعه. . . ويسرنا أن نسجل أن شعر رامي القليل الذي نظمه في الشطر الأخير من عمره المبارك (الطويل إن شاء الله) أحسن ديباجة وأرق نسجاً، وأحفل بالموسيقى الداخلية من جميع شعره القديم الذي شملته دواوينه الثلاثة؛ ونحن نعنى بالموسيقى الداخلية ذلك التوافق الصوتي الجميل الخلاب، الذي اكتسبه رامي بلا شك من طوال اختلاطه بالموسيقيين والملحنين والمطربين. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>