للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تعقيبات]

للأستاذ أنور المعداوي

محنة الأخلاق في الجامعة:

(بين عينيك دفء عطره أريج الشهوة الفاغم، فمن لي باسترواحه!

أيامي مطيرة، والثلج الناصع يجلل الصنوبر ويزحف من القمم إلى مشارف الوادى، وليس ينمو غير الوحشة من حولي فأين مني الآن تلك الحرارة المشبوبة بين نهديك؟!

وحنايا عطفيك وردفيك، بين اختلاج اللمسة الحائرة وانكسار عينيك اللعوب، نفسي الفداء لمن يهبني رنوا إليها واستمتاعا بها!

أتلمس في الوردة المجلة بأنداء الفجر، خديك الناعمين يوم الوداع المشئوم ترف عليهما الدموع من نوافذ القطار، وفي الحسون المستضحي على أفنان الصفصاف الجاف، يدني المنهوك وقد ارتمي متناعسا على صدرك العامر متدثرا بشعورك الزاهية المسترسلة، أيّها الشقراء!

وفي الصرختين الذهبيتين النافرتين النانئتين في صدر اليم، نهديك المنطلقين بنداء الأنوثة الخالدة في صمت صارخ. ولقد قيل عن هاتين الصرختين إنهما تغريان العشق الخائب بالانفلات من طريق الحياة، وكم أتمنى أنا لو انتحرت بين نهديك!

طعم الحلال تعافه نفسي، وعلى شاطئ الحرام ألقيت مرساتي!

نعتوني بالحماقة، وفي الحماقة وجدت عقلي! وصفوني بالضلال، وفي الضلال تلمست هداى!

تناول الناس من قرباني، وأنا عند نفسي دنس الأدناس، فقدس الأقداس عند الناس هو عندي دنس الأدناس!

أنا موحد، وفي توحيدي حيوية الوثنية!

بل أنا وثنى، وفي وثنيتي صفاء التوحيد!

توحيدي حرية الخالق بازاء المخلوق، أما غيري فتوحيده عبودية المخلوق للخالق، والخالق والمخلوق سواء!

وثنيتي تقدس اللمس، وتفزع من طغيان البصر!

<<  <  ج:
ص:  >  >>