- (ولمه؟ ألست بن ملك مثلها؟ ألست صاحب عرش عظيم؟ أليس لي ملك تساليا بعد أن أعود من رحلتي هذه؟
- بلى يا بني! ولكنها تخشى أباها أشد الخشية. أليس يرى فيك عدوه الأكبر لما تريد من استلابه الفروة الذهبية التي هي أكبر كنوزه؟
- دعي هذا الآن يا أماه، ولكن طمئنيني كان الله لك، هل تحبني ميديا حقاً؟
- ومن أنبأك هذا؟
- نبأَتْنِيه ربة من السماء لا تضل ولا تنسى!
- ربة؟ تقدس اسمها؟! من عساها تكون يا ترى؟
- هي جونو يا أعز الأمهات! لا أكذبك، إنها جونو!
- أتعرف ما تقول؟
- وهل يكذب بشر على آلهته؟
- إن كان ما تقول حقاً. فلا أذيع سراً أذاعته سيدة الأولمب، ومليكة جوف الكبير المتعال؛ أن ميديا يا بني مولعة بك ولوعاً شرد المنام من عينيها، وجعلها في أيام معدودات طيفاً لا يردد لسانه غير اسمك، ولا تذرف عيناه إلا من أجلك. . و. .
- ميديا تبكي؟ ومن أجلي؟ ولم تبكي؟
- تبكي لأنك كلفت بأمور لا تحملها الجبال! وأين أنت من عِجَلْي فلكان والأرض الجَبُوب التي لمارس؟ ومن أنت والجيش العرمرم من المردة من نبات أنياب التنين؟ ثم من أنت وما هذا كله في التنين الهائل الذي يحرس الفروة؟ حقاً لقد جازفت بنفسك حين وافقت الملك على خوض تلك المخاطرة. .