يدرس الطلاب في كلية أصول الدين طائفة من العلوم التي يحتاج الطالب فيها إلى مراجع أجنبية، ومنها علوم التاريخ والأخلاق والفلسفة وعلم النفس وتاريخ التوحيد. ولما كانت معرفة هؤلاء الطلاب للغات الأجنبية محدودة فقد رؤى أن تترجم لهم بعض المراجع الشهيرة في هذه العلوم. وعهدت مشيخة الأزهر اختيار هذه المراجع وترجمتها إلى لجنة من أساتذة الكلية مؤلفة من بعض العلماء الأزهريين الذين تخرجوا في الجامعات الأوربية وبعض الأساتذة الذين يدرسون هذه المواد.
وقد عقدت هذه اللجنة اجتماعها الأول بعد مقابلة صاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر الشيخ المراغي حيث استمع أعضاؤها إلى إرشاداته وتوجيهاته.
والمعروف أن هذه اللجنة ستنتهي من مهمتها التي وكلت إليها في يوم قريب.
في ديوان البحتري
البحتري شاعر مغبون لم يحظ شعره بما يستأهله من عناية، ولم يطبع ديوانه - على ما يبدو - أكثر من مرتين؛ إحداهما بمصر والأخرى ببيروت. والثانية أدق من الأولى ضبطاً وتمتاز عليها بالشكل الكامل، وبتعليقات وحواش قصيرة تفيد المبتدئين.
على أن هذه الطبعة لم تخل من أغلاط بينة أساء الشارح فيها التقدير. وأغلبها يرجع إلى آفة (التصحيف) التي جنتْ على الكثير من مخطوطاتنا القيمة وكنوزنا الأدبية النفيسة.
على أن الشارح نفسه قد توهم - في أكثر من موضع - أخطاء وادعى تصحيحها، وتصحيفات تكلف ردها إلى أصولها! فجاء الديوان مليئاً بعشرات الأغلاط الفاضحة الواضحة. وأنا مثبتٌ هنا منها خمساً - على سبيل التمثيل لا التعديد - لأنبه القارئ إلى وجوب التحرز في قراءة هذا الديوان، وعدم الاعتماد على شكله أو شرحه اعتماداً قد يجر إلى الغفلة ويشغل عن تعريف الصواب:
١ - في قصيدة (قالت الشيبُ بدا قلت أجلْ). قال البحتري:
أصِلُ النزْر إلى النزر وقد ... يبلغ الحبلُ إذا الحبل وُصِلْ
من لَفَا هذا إلى محسوس ذا ... ومن الذوْد إلى الذود إِبل