[مسابقة الفلسفة الطلابية للسنة التوجيهية (٣، ٤، ٥،)]
٣ - الحرية
للأستاذ كمال دسوقي
١ - جون استيوارت مل:
تضافرت ظروف (مل) الشخصية على أن تخلق منه رجلا متعدد نواحي الكتابة، فالتربية الشاقة التي أخذه بها أبوه كما رايت، وتدرجه حتى الرياسة في العمل بشركة الهند منذ السابعة عشرة حتى الخمسين، ثم رفضه الاستمرار في أي عمل بعد أن انحلت شركة الهند الشرقية فيما عدا عضوية البرلمان عن وستمنستر (١٨٦٥ - ١٨٦٨) قد أتاح له حتى وفاته سنة (١٨٧٣) من الفراغ ما تمكن معه من نشر مذهب واسع. يتضمن - عدا كثير من المقالات في مجلة وستمنستر، ونشر مذهب بنتام وأبيه طائفة من الكتب - تكون مذهبا عاما - وان يكن لكل منها فكرته الخاصة.
تعدد شخصية استيوارت مل العلمية من خطر طلاب المسابقة، فانه لن يتحتم عليه أن يلموا بملء المنطق الكبير في مؤلفه الضخم (١٨٤٣) ولا بملء الاقتصادي بحكم دراسته الأولى في كتابه: الاقتصاد السياسي (١٨٤٨) ولا بملء الفيلسوف والإنجليزي النزعة في كتابه (النفعية الذي جمع مقالاته (١٨٦١) ولا بملء السياسي في كتابه: تأملات في الحكم النيابي (١٨٦١) ولا بملء الاجتماعي في كتاباته عن المرآة والدين والمنفعة - إلى آخره - اعني أن الكتاب الذي عن سيدرسه طلاب المسابقة يمكن تفهمه وحده في حدود معلومات عامة عن مل - كما يمكن - ابتغاه الاتفاق والتعميق فصل هذا الكتاب عن بقية آثار مل)
ومع هذا فلن يستطيع طالب المسابقة إلا أن يربط بين (الحرية) وكتاب (النفعية) على الأقل لأن هذا يبدأ حين ينتهي ذاك ومع أن الحرية قد تم نشره أولا (١٨٥٩) بعد أن كانت فكرته منذ ١٨٥٤ موضع الدرس والتمحيص والنقد من المؤلف وزوجته فان كتاب (النفعية) ترجع فكرته إلى مقالات قد نشرها من قبل تنقيحا لمذهب أبيه وصاحبه بنتام - ولكنه لم ينشر إلا (١٨٦١) - وفوق هذا فان مذهب النفعية لمل - كما يمثله هذا الكتاب - أوسع نطاقا من الحرية، لأنه يشمل الحياة الفردية والاجتماعية والخلقية والنفسية، كما يدخل في