هو أبو محمد، سعيد بن المسيّب بن حزْن أبى وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤيّ بن غالب القرشيّ المخزوميّ التابعيّ المدنيّ
وأبوه المسيّب وجده حزْن صحابيان أسلما يوم فتح مكة. والمسيّب بفتح الياء وكسرها، والفتح هو المشهور، ومذهب أهل المدينة الكسر. وقد روى عنه أنه كان يقول بكسرها ويقول: سيّب الله من يسيّب أبي
وأمه أم سعيد بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السُّلمي. وحدث سعيد بن المسيب أن جده حزناً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما أسمك؟ قال: أنا حزن، قال: بل أنت سهل. قال: يا رسول الله؛ اسم سماني به أبواي فعرفت به في الناس. قال: فسكت عنه النبي عليه السلام. وكان سعيد بن المسيّب يقول: مازلنا نعرف الحزونة فينا أهل البيت
أما تاريخ ولادته فقد اختلف فيه المؤرخون، وتنحصر رواياتهم بين سنة ١٣ هجرية (بعد استخلاف عمر بن الخطاب بسنتين) وسنة ٢١ هجرية (قبل موت عمر بسنتين)، والمرجح أنه ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر، أي سنة ١٣ هجرية لأن أكثر الروايات تؤيدها ويؤيدها قوله: ولدت لسنتين مضتا من خلافة عمر بن الخطاب.
واختلف المؤرخون أيضاً في إدراكه عمر، فقد روى ابن سعد عن سعيد أنه قال: سمعت من عمر كلمة ما أبقى أحد حي سمعها غيري: كان عمر حين رأى الكعبة قال: اللهم أنت السلام ومنك السلام.
وعنه أيضاً أنه قال: سمعت عمر بن الخطاب على هذا المنبر يقول: عسى أن يكون بعدى أقوام يكذبون بالرجم. يقولون لا نجده في كتاب الله، لولا أن أزيد في كتاب الله ما ليس فيه، لكتبت أنه حق، قد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجم أبو بكر ورَجمت. أما بكثْير بن الأشج فيروي أن سعيد بن المسيّب سئل هل أدركت عمر فقال؟ لا.