للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب في سير أعلامه:]

ملتن. . .

(القيثارة الخالدة التي غنت أروع أناشيد الجمال والحرية

والخيال. .)

للأستاذ محمود الخفيف

- ٢٤ -

أربع سنوات بغير حرب:

نشر ملتن كما أسلفنا كتيبه الأخيرين في دفاعه عن حق إباحة الطلاق بعد كتيبه الذي ناضل فيه حرية الرأي، ثم سكت منذ شهر مارس سنة ١٦٤٥، فلم يكتب مجادلاً أو مخاصماً إلا ما ندر من الشعر حتى سنة ١٦٤٩، فكانت هذه السنوات الأربع فترة سكون أعقبها وثبه قوية في ميدان آخر هو ميدان السياسة

وقبل أن ننظر فيما كان من أمره في هذه السنوات الأربع نشير إلى مقال أثبت فيه رأيه في التعليم، وقد نشره قبل ذلك ببضعة أشهر، أي في صيف سنة ١٦٤٤

كتب ملتن هذا المقال الذي لا يزيد عن ثمان صفحات بإيحاء صديق له يدعى (صمويل هارتلب)، وهو ينتمي في أصله إلى دنزج، وقد أقام في لندن منذ سنة١٦٢٨، وكان مهتماً بفلسفة التعليم وتجديد أسلوبه على نحو قريب مما دعا إليه بيكون في انجلترة وكومنيس في أوربا من قبل. . .

وينصب رأي ملتن على التلاميذ من سن الثانية عشرة إلى الحادية والعشرين، وتلمح في المقال على صغره خصائص أسلوبه ونوازع وجدانه، ففيه مثلما يحسه المرء في كتيباته من السمو بالغرض في كلُّ ما ينهض له، وفيه النظرات الحرة التي لا تتقيد بقيد، والتي تنفر من كلُّ متواضع متعارف، وفيه كذلك الاعتزاز بالرأي والتحمس له والاستناد إلى مصادره هو وإنكار ما عداها!

وعنده أن التلاميذ في هذه السن يجب أن يفرغوا في وقت قصير من القواعد اللاتينية

<<  <  ج:
ص:  >  >>