للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[قصة المكروب]

كيف كشف رجاله

ترجمة الدكتور أحمد زكي

الحصانة واليهودي الأفَّاق

- ٤ -

وصل الفائت

اكتشف متشنيكوف في بعض الأحياء المائية الصغيرة خلايا تدور في أجسامها فإذا هو حقن في هذه الأحياء صبغة تجمعت تلك الخلايا فأكلت الصبغة. وإذا شك الحيوان بشوكة نهضت تلك الخلايا إليها تدفع السوء الداخل. وأدخل في أجسام تلك الأحياء خمائر قاتلة، فنهضت إليها الخلايا فالتهمتها. عندئذ فسر الحصانة بأنها حرب بين خلايا طليقة في الأجسام كمثل كرات الدم البيضاء وبين المكروبات الداخلة إليها. وأسمى هذه الخلايا فجوسات

اتجه متشنيكوف بعد ذلك يبحث في هذه الحروب هل هي عينها التي تقع في الضفادع والأرانب. وفي عام ١٨٨٦ وردت أخبار بستور من وراء الحدود تنقل حديث شفائه الروسيّين الستة عشر من عضة الكلب المسعور بعد ضياع الرجاء فيهم، فاهتز أهل أودسا الأخيار لهذه الأخبار، ونهضوا، ونهض معهم أهل الريف الذي حولهم حتى حدود المقاطعة، نهضوا جميعاً يشكرون الله على ما حبا، ويهتفون لبستور على ما أتى، وجمعوا كيساً ضخماً من الروبلات لإقامة معمل يُنشأُ توّا في أودسا. وعينوا متشنيكوف مديراً علمياً لهذا المعهد الجديد. ولمَ لا؟ أليس هو الرجل الذي درس في كل جامعات أوربا؟ أليس هو العالم العلاّمة الذي خطب أطباء أودسا فأفاض عليهم من منابع علمه تلك الإفاضة الكبرى؟ أليس هو الذي شرح لهم ما خفي من أمر فَجُوسات الدم التي تأكل المكروب أكلا لمّا؟ ونسوا حيناً أنه يهوديّ!

وكنت إذا تسمعت إلى الناس وجدتهم يقولون: (من يدربنا! فلعل في معهدنا الجديد يستطيع

<<  <  ج:
ص:  >  >>