ليس في المدرسة الإنجليزية مكتبة واحدة فحسب، بل في كل فصل من فصول المدرسة مكتبة صغيرة للتلميذ، بها كتب مدرسية وأدبية تناسب المستوى العلمي للفصل، وبها مصورات جغرافية، وروايات تمثيلية، وكتب للمراجعة. ويقوم كل فصل بانتخاب أحد تلاميذه للعناية بالمكتبة، وهو مسؤول عن ترتيبها ونظامها، فيحضر الكتب منها وقت الحاجة إلى استعمالها، ويعيدها إلى مكانها بمساعدة بعض إخوانه بعد الانتهاء من الدرس
ولكل تلميذ الحق في أن يستعير من الكتب ما شاء لمدة معينة؛ بأن يذهب إلى دفتر الإعارة فيكتب فيه أسم الكتاب الذي استعاره، وأسم المؤلف، ورقم الكتاب، وتاريخ الاستعارة ثم يمضي. والأمانة سائدة بين التلاميذ، فحينما ينتهي التلميذ من قراءة الكتاب في المدة المعينة يعيده إلى موضعه في المكتبة، فلا يضع رقم (١٠) مثلا موضع رقم (١٠٥). وبهذه الوسيلة يتعود التلاميذ النظام، ويبث فيهم روح التعاون. وإذا لم يستعر أحد التلاميذ شيئا سأله مدرسه عن السبب، وكلفه بالاستعارة، ثم أختبره بعد الانتهاء من قراءة الكتاب في موضوعه، وسأله عن أحسن قطعة قرأها فيه، وأحسن رجل اعجب به؛ وبهذه الطريقة يضطر كل تلميذ إلى أن يستعير ويقرأ، ويشجع التلاميذ على البحث والاطلاع. وإذا اعتاد الفتى أن يقرأ كتابا في الخارج كل أسبوعين مثلا قرأ ما ينيف على العشرين كتابا في السنة، فتكثر معلوماته، ويشعر بحب الكتب من الصغر
وحبذا الأمر لو فكر كل مدرس لدينا في أخذ طلبته إلى مكتبة المدرسة، وشوقهم إلى القراءة والاطلاع، وفهمهم طريقة البحث في الكتب، وحثهم على الاستعارة والمطالعة في أوقات الفراغ
وزيادة على المكتبات المدرسية تجد في كل مدينة إنجليزية مكتبة عامة أو اكثر في المدن الكبيرة. وفي كل منزل إنجليزي مكتبة بها الكثير من الكتب الأدبية والعلمية والصحية، ويهدي لكل طفل إنجليزي كثير من الكتب التي تناسب سنه في يوم ميلاده وفي عيد الميلاد كذلك