قال أبو الحجاج البلوى في كتابه (ألف با): أنشدني الشيخ الفقيه أبو محمد العثماني لبعض الشعراء يمدح أحد الملوك، وكان يرمي عدوه في حال القتال بسهام من ذهب!:
وقد صاغ من ذهبٍ نصلَه ... فأبدى من المنّ ما لم يُمَنْ
يُداوي الجريح به جرحَه ... ويشرى به للقتيل الكَفَنْ
٥٨٨ - حمق شاعر وسخف صوفي
في تتمة (اليتيمة): استصفع حيدر الخجندي بقوله:
ما إن سالت الله مذ أيقنت ... نفسي أن الذل تحت السؤال
وإنما كتبته تعجباً من خرقه وحمقه في الترفع عما يدين به أفضل العالم وسيد ولد آدم نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) ونظيره في الجهل الكثيف والعقل السخيف - الصوفي الذي كان إذا ذكر الله (سبحانه) لا يقول: تبارك وتعالى، ولا عز وجل؛ فإذا قيل له في ذلك أنشد:
إذا صفت المودة بين قوم ... ودام إخاؤهم سمج الثناء. . .
٥٨٩ - كتب الدولة وعرضها على أئمة اللسان والفتوى
في (طبقات الشافعية) للسبكي: كان إلى (ابن برِّي) التصفح في ديوان الإنشاء، لا يصدر كتاب عن الدولة إلى ملوك النواحي إلا بعد أن يتصفحه إمام من أئمة اللسان وكان (القاضي الفاضل) يتصفح الكتب التي يكتبها العماد الكاتب ومن دونه. وكانوا يستعظمون صدور كتاب عن السلطان غير معروض على أئمة اللسان وأئمة الفتوى
وفي (وفيات الأعيان): كانت وظيفة (ابن بابشاذ) بمصر أن ديوان الإنشاء لا يخرج منه كتاب حتى يعرض عليه ويتأمل؛ فإن كان فيه خطأ من جهة النحو واللغة أصلحة، فسيروه إلى الجهة التي كتب إليها، وكان له على هذه الوظيفة راتب من الخزانة يتناوله في كل شهر، وأقام على ذلك زماناً. . .