[ذكرى المولد الشريف]
للشاعر المطبوع الأستاذ أحمد محرم
مِنْ هيبةٍ يُغضى القريض ويُطرق ... ويميل فيك إلى السكوت المنطقُ
إيذن يَفِض هذا البيان فإنه ... مما يُفيضُ بيانك المتدفّقُ
ما في النوابغِ من لبيبٍ حاذق ... إلا وأنتَ ألبُ منه وأحذق
إن يلبس الشعرُ الجمال منوراً ... عبقاً، فأنت جماله والرونق
والقولُ مستلَبُ المحاسن عاطلٌ ... حتى يقولَ العبقريُّ المفلق
رُضتَ الأوابد لي أقودُ صعابها ... ورضيتني، إني إذاً لموفق
هي مدحتي انطلقت إليكَ مشوقة ... والسُبل تسطع، والمنازلُ تعبَق
أنت المجالُ الرحب تُعتصر القوى ... فيهِ، وتمتحن العتاقُ السَّبق
(حسان) منبهرٌ و (كعب) عاجز ... و (الشاعر الجعديُّ) عانٍ موثق
أطعمتهم فتنازعوا فيك المدى ... وأبيت فانقلبوا وكلٌ مُخفق
لي عذرهم، ما أنت من عدة المنى ... إلا وَراء مخيلةٍ ما تصدق
أنت احتملت الأمر تنصدع القوى ... مما يشق على النفوس، وتصعق
وسننت للمتعسفين سبيلهم ... متبلجاً سمحاً يضيءُ ويُشرق
يمشي الهدى فيه على يدك التي ... هي للهدى عضدُ أبرُّ ومرفق
ذُعرت (قريش) هل يبدل دينها ... رجلٌ ضعيف في العشيرة مُملق؟
لا المال ينصره، ولا هو إن دعا ... خفق اللواءُ له، وخف الفيلق
ينهى عن الأصنام وهي بموضع ... تمحي حواليه النفوس وتمحق
المال والعِرض الممنَع سورُه ... والمجد والشرف الصميم المعرق
من وصفهِ الأسد الضواري تدعى ... والخيل تصهل، والقواضب تبرق
الحقُ أقبل في لواءِ (إمامهِ) ... والحقُ أولى أن يسود وأخلق
يرمى به سودَ الغياهب ساطعاً ... تنجاب حول سناه أو تتشق
حارَ الظلام، فما يلوذ بجانبٍ ... إلا يحيط به الضياءُ ويحدق
الوحي مطرودٌ، وبأس (محمد) ... جارٍ إلى غاياته لا يُلحق