للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القَصَصُ

هندي من الحمر

عن فرنز ميلر

للأستاذ كارنيك جورج ميناسيان

قال التلميذ عن نفسه وهو ينحني: روبرت سنو

لكنني كنت أعرفه من قبل، فهو أكبرنا سنا، وإن كنا أقدم منه عهداً في الدراسة. أنه يمتاز بلون برنزي، وعينين غائرتين تبرقان في الظلمة.

لم نلبث أن تعارفنا وأخذنا نتبادل التحايا والبسمات الصامتة، ثم جاء يسأل عن حجرة يسكن فيها، فأخبرته بوجود حجرة خالية إلى جانب الحجرة التي أقيم فيها، فوافقه ذلك. . أصبح جاري، فصار يزورني مساء، فأقدم إليه قدحاً من الشاي الساخن. . . حتى أوشك تحفظه أن يزول بتوطد الصلة بيننا، وسألته مرة:

- أتدري أني أغبطك؟

قال باسماً: - علام؟

- على لون طلعتك. . هذا الغريب الجذاب، الذي يذكرني بلون الهنود الحمر.

- لا غرابة في ذلك، فأنا هندي من الحمر!

وطفق يحدثني بأخباره الخاصة. . كان يحيا بين الغاب والبحيرات، فيجد في الغاب حيواناً يأنس إليه، كما يجد في البحيرات ماء يسبح فيه ويشرب منه. . فسألته:

- وما الذي دعاك إلى ترك عالمك الجميل واستبداله بعالم الدراسة.

فأجابني بقوله: - قال أحد العرافين لأبي أني ذكي وفطن، لا يجب تركي عابثاً عند بحيرة (هرنين)

- وبعد؟

- وبعد تركت عالمي وجئت إليكم.

فصمت، ولم ألبث أن سألته بكثير من الكياسة والتردد:

- ترى أرضيت عن ثقافتنا يا صاحبي؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>