حين علمت أن الدكتورة الفاضلة بنت الشاطئ قد أخرجت كتابا عن بطلة كربلاء، زينب بنت علي، أخذت أسأل نفسي عما يمكن أن يحويه الكتاب من مواد، وجعلت أتخيل ما يجوز أن تسطره الكاتبة القديرة، فلا يطوف بذهني غير الدور المحدود الذي مثلته البطلة الهاشمية على مسرح كربلاء!! وقد سارعت بقراءة الكتاب وفي ظني أن الدكتورة الفاضلة تعلم عن صاحبتها الكريمة ما لا أعلم، وستتيح لنا قراءة كتابها الجديد أنباء طريفة لم تجد من يهتم بتسطيرها للقراء، ولكن هذا الظن تبدد حين طالعت الكتاب من آلفه إلى يائه، دون أن أجد ما يغيب عني من أنباء السيدة الهاشمية، وبقيت منفردة بدورها الفريد الذي قامت به يوم كربلاء
فبأي حديث شغلت المؤلفة الفاضلة قراءها بضع ساعات؟! لقد بدئ الكتاب بحديث عن زينب بنت الرسول، وكيف تزوجت العاص بن وائل بمكة، ثم تركته إلى المدينة مهاجرة لدى والدها العظيم، كيف وقع الزوج أسيرا يوم بدر ثم افتدته زوجته الحبيبة وكيف أسلم بعد ذلك ثم تزوجها ثانية بعد أن زال المانع الديني!! كل ذلك قد شغل فراغا من الكتاب لتوافق السيدتين الهاشميتين في الاسم فقط! ولإيضاح السبب في تسمية زينب باسمها الكريم!! وكنا نتجاوز عن السيدة المؤلفة لو أسهبت في حديثها - بلا مناسبة ملحة - مرة أو مرتين أو ثلاثا، ولكنها تمضي في الكتاب على هذه الوتيرة فما تكاد تلم بموقعة أو حادثة حتى تسهب في تسجيلها وتسطيرها، لاهون سبب واضعف داع، مما جعلني أعتقد أن الدكتورة الجامعية قد ظلمت كتابها ظلما عنيفا، حين أسمته بطلة كربلاء، وماذا عليها لو استبدلت به عنوانا ينطبق على مدلوله فلا يصطدم القارئ بأنباء يعدها غريبة دخيلة!! أم أن السيدة الكاتبة تحب أن تتحدث في غير موضوع كما يقال
ولقد كان للمؤلفة الفاضلة عذرها في الاستطراد والإسهاب لو تحدثت عن بطل عاصر