للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البَريدُ الأَدَبِي

شهر المسابح

التحنث يعطي معنى التجريد؛ فليست العبادة طقوساً مصورة في السلوك الآلي، لكنها وصلة بين العيد وربه، وزلفى يتقرب بها ليكفر عن مساوئ سيئاته!

والإسلام دين يهذب الغريزة، ويطارد عربدة الشهوة، ويكسر الحدود التي يضعها الإثم في طريق انطلاق القلب إلى نور المعرفة!

وإن (رمضان) قد شرف بنزول القرآن؛ الذي أنزل ليصلح أوضاع البشر، ووضع الأمعاء في مخمصة الحرمان لإبعاد الاشتهاء؛ فامتلاء البطن مغر على الاشتهاء المعربد الطاغي المتمرد!

لكن الناس يفهمون العبادة على أنها مظاهر معروفة، وطقوس مألوفة، فهم يهجرون الهاجرة إلى الفراش اللين، ويقيلون ليقيلوا أنفسهم من جفاف الحلوق لحرقة الظمأ؛ ثم يصحون مع شحوب الشمس، ليؤدوا فريضة العصر على كره واستكراه! ويؤثرون قضاء الأصيل جالسين على قهوة، وقد أمسك كل واحد بمسبحته يعد عليها ما يخرجه اللسان من ذم في أعراض اللسان غير مراع إلا ولا ذمة!

يا محبي المسابح في رمضان!

عدوا حبات قلوبكم بالآية الكريمة، ودعوا حبات المسبحة لأن الشيطان يعدها لكم، فتودعون يومكم وداع الخيبة وسوء المنقلب!

يا محبي المسابح. . .

جردوا نفوسكم من أحقادها وقيدوا شهواتكم في أصفادها، وانظروا إلى الإيمان نظرة اليقين، وإليكم الكتاب الخالد تصفحوه وتفحصوه لتعارفوا معنى حب العابد للمعبود.

ليكن التسبيح في قلوبكم نجوى روحية؛ فتشرق عليكم الأنوار، وبذلك تتكشف لكم الأسرار؛ وتنكشف عنكم الأوزار!

أحمد عبد اللطيف بدر

رواية الشعر

<<  <  ج:
ص:  >  >>