١٨ - (ص٥٠) قال زياد: ما غلبني أمير المؤمنين معاوية في شئ من السياسة إلا مرة واحدة: استعملت رجلاً فكسر خراجه، فخشي أن أعاقبه ففر إليه واستجار به فأمنه، فكتبت إليه: إن هذا أدب سوأ من قبلي. . .
قلت: إن هذا أدب سوْء لمن قِبَلي
في (تاريخ الأمم والملوك) لأبن جرير الطبري:. . . فبلغ الخبر المغيرة بن شعبة أن الخوارج خارجة عليه في أيامه تلك وأنهم قد اجتمعوا على رجل منهم، فقام المغيرة بن شعبة في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
أما بعد فقد علمتم (أيها الناس) أني لم أزل أحب لجماعتكم العافية، وأكف الأذى. وإني والله لقد خشيت أن يكون ذلك أدب سوْء لسفهائكم، وأما الحلماء الأتقياء فلا. وأيم الله لقد خشيت ألا أجد بداً من أن يعصب الحليم التقي بذنب السفيه الجاهل. فكفوا (أيها الناس) سفهاءكم قبل أن يشمل البلاء عوامكم. وقد ذكر لي أن رجالاً منكم يريدون أن يظهروا في المصر بالشقاق والخلاف؛ وأيم الله لا يخرجون في حي من أحياء العرب في هذا العصر إلا أبدتهم، وجعلتهم نكالاً لمن بعدهم. فنظر قوم لأنفسهم قبل الندم، فقد قمت هذا المقام إرادة الحجة والأعذار
١٩ - (ص ٣٦١). . . دعني من شعرك الذي لا يأتي آخره حتى ينسي أوله، وقل فيَّ بيتين يعقلان أفواه الرواة
قلت: يعلقان أفواه الرواة. يقال علق به وعلقه. ومن التفريط أن يغفل القاموس هذا حتى يستدركه التاج. قال:(وما يستدرك عليه علق بالشيء علقاً وعلقه نشب فيه). وفي الأساس والتاج: قال أبو زبيد يصف أسداً:
إذا علقت قرنا خطاطيف كفه ... رأى الموت في عينيه أسود أحمرا!
ومخاطب الشاعر إنما مرغبه سيرورة بيتيه، انتشارهما
٢٠ - (ص٣٤٦). . . أخبرني عن مالك فقد نُبئت أنك تتحرّى فيه. قال: يا أمير المؤمنين، لنا مال يخرج لنا منه فضل؛ فإذا كان ما خرج قليلاً أنفقناه على قلته، وإن كان