للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

الصعلكة والفتوة في الإسلام

تأليف الدكتور أحمد أمين بك

للأستاذ عبد العزيز محرم

نحن في حاجة إلى مثل هذه الكتب أو الكتيبات التي ترسل أضواء كاشفة على بعض المعاني التي ورثناها عن القرون الماضية، فهذه المعاني هي الميراث الذائب في دمائنا، يوجهنا ويرشدنا ويوحي إلينا. وكل أمة تعرف ما اختلج في ضميرها، وما استسر في أعماقها، وما يبتعثها دائما إلى أنواع معينة من السلوك، تسترشد في طرائق الحياة الصحيحة، لأنها تجربتها على مدرجة الزمن وانصرام الأعوام، قد عرفت الشيء الكثير عن عوامل الرقي وأسباب الانهيار.

ونحن الآن في زمن نتلفت فيه كثيراً إلى الماضي نسترشده ونستلهمه، ونسأله العون والتوفيق. وإذا عرفنا معانينا الموروثة، وأخلاقنا الكريمة، ومثلنا الرفيعة، وما طرأ على كل ذلك من عوامل تقدم أو من عوامل نكوص، استطعنا أن نتبصر في موقفنا الراهن وحياتنا الحاضرة.

وليس على وجه التاريخ أمة عاشت منقطعة عن ماضيها، بل الحياة دائمة مستمدة من ميراث الماضي، ومن ضرورات الحاضر، ومن آمال المستقبل. والأمم والأفراد في هذا المجال سواء. واليوم وليد الأمس. والغد وليد اليوم وحفيد الأمس. والأمة التي تتنكر لماضيها لا تتمكن من السير ولا تتمكن من الرقي. وقد تندفع إلى مهاوي الضلال والدمار.

على هذا الأساس نرحب بكتاب (الصعلكة والفتوة في الإسلام) لأنه يكشف لنا بعض تقاليدنا وآدابنا ومعانينا التي ورثناها عن أجدادنا السالفين، ولأنه وضع أيدينا على مواضع الرشاد ومواضع الخيبة في حياة هؤلاء الأجداد، ولأننا بهذا نستطيع أن نرسم لأنفسنا طريقاً لا حباً. يوصلنا إلى أهدافنا، ويدفعنا إلى غايتنا، ويستشرف بنا إلى حياة رفيعة مأمولة، ويخلصنا من أصر ما نحن فيه من انحلال وضعف وتخاذل وذلة.

وقد ذكر الأستاذ الدكتور أحمد أمي بك معاني الفتوة. فقال إنها الشباب. وقال إنها القوة. وقد

<<  <  ج:
ص:  >  >>