يذكر قراء (الرسالة) البحث القيم الذي ألقاه الأستاذ أحمد حسن الزيات في العام الماضي بمؤتمر مجمع فؤاد الأول للغة العربية، وكان موضوعه (حق المحدثين في الوضع اللغوي) ونشرته الرسالة إذ ذاك، وقد عقبت عليه وأوردت أهم ما دار في مؤتمر المجمع.
وكان ذلك البحث تمهيداً وأساساً للنتيجة العملية التي ظفرت بها اللغة في الأسبوع الماضي، إذ عرض الأستاذ على مجلس المجمع في جلسة يوم ٢مايو سنة ١٩٥١ طائفة من الألفاظ المسموعة عن المحدثين على خلاف ما سمع عن العرب الأولين في الصيغة أو في الدلالة، وعددها واحد وخمسون، أقر المجمع منها تسعة وثلاثين ورفض أربعة، وأحال ثمانية إلى لجنة الأصول لبحثها.
ولا شك أن الألفاظ التي أقرت تعتبر منذ اليوم مضافة إلى اللغة الصحيحة، وهي ليست في المعاجم الحالية بطبيعة الحال، ولابد أن يشتمل عليها ما يوضع بعد من المعاجم، ولهذا الموضوع أهمية كبيرة، ليست مقصورة على إضافة هذه المجموعة من الألفاظ بمعانيها الجديدة إلى اللغة، وإنما هي إلى ذلك في إقرار قبول الوضع والسماع من المحدثين، فلم تعد اللغة وقفاً على ما سمع من العرب الأولين، بل صار للأحياء الذين يستعملونها حق التصرف فيها على حسب حاجاتهم، على أن يشرف المجمع على استبدال هذا الحق باعتباره المختص باللغة القيم عليها.
وفيما يلي طائفة من الألفاظ التي وافق عليها المجمع مع بيان الأستاذ الزيات ما يسوغ إقرارها، والبقية في الأسبوع القادم:
١ - ساهم: يستعمل المحدثون ساهم بمعنى شارك وقاسم، والعرب لم يستعملوه إلا في المقارعة وهي الغلبة في القرعة. ولاستعمال المحدثين أصل فقد قال العرب: تساهموا واستعملوا السهم بمعنى المقاسم لغيره بالسهم، قال البديع في إحدى رسائله (أفترضى أن تكون سهم حمزة في الشهادة).
٢ - هدف وأستهدف: صاغ المحدثون من الهدف بمعنى الغرض، هدف إلى الشيء قصد