نتجاذب أطرف الحديث في نواحي الحياة المختلفة من بقاء الجنس والنزوع إلى البقاء وآراء بعض الفلاسفة في الحياة، وساقنا الحديث إلى أبو العلاء، فذكرت لصاحبي قوله في بقاء الجنس:
فليت وليداً مات ساعة وضعه ... ولم يرتضع من أمه النفساء!
واسترسلنا في الحديث فذكرت قوله في النزوع إلى عدم البقاء:
تواصل حبل النسل ما بين آدم ... وبيني ولم يوصل بلامي باء
وأخيراً تطرقنا إلى رأيه في الحياة، وحبه في عدم البقاء، وتشاؤمه من الدنيا، فعرضت لقوله:
دعاني بالبقاء أخو وداد ... رويدك إنما تدعو عليَّ
فما كان البقاء لي اختياراً ... لو أن الأمر موكول إليَّ
فقال صاحبي: ما هي أهم صفة له؟ فقلت: أعمى! فارتسمت على وجهه علامة استنكار لهذا الرأي، كأنه لم يرتح له، ولم يطمئن إليه. . . ولذا جئت أسألك، وقد سبقني إلى هذا السؤال شاعرناالرصافي حينما خاطب طه حسين قائلاً:(لو لم يكن أبو العلاء أعمى، فماذا يكون رأيه في الحياة عند ذاك)؟!
ذلك الله إلى الطريق السوي لطلاب المعرفة الحقة، وجعلك هادياً لمن يريد الهداية، وأدامك ما دمت مجيباً لكل سائل.
(ف. ح)
يوسفية - العراق
سؤال الأديب العراقي الفاضل سؤال يجئ في إبانه. . . لقد قضيت لحظات في سجن أبي العلاء قبل أن أتلقى هذه الرسالة بأيام، وليس أحب إليَّ من أن أعود إلى أبي العلاء من