حدثتنا مجلة آخر ساعة أنك سئلت عني فأجبت (لو أخلى زكي مبارك كتابته من الحديث عن زكي مبارك لكان أحسن مما هو الآن)
وبمثل هذا أجاب الأستاذ عباس العقاد حين سألته مجلة الاثنين، فكيف تم التوافق بينك وبين صديقك فيما كتبتما عني؟
أهو من باب توارد الخواطر، ووقوع الحافر على الحافر، كما كان يقال؟ أم هو موصول بقصة المسيو ديبون؟. . . ومن ديبون؟ هو رجل فرنسي صنع شراباً سماه باسمه وأعلن في جميع البقاع الفرنسية، فما تسير في شارع ولا تدخل قهوة ولا تركب قطاراً إلا وجدت اسمه مسطوراً بأحرف كبيرة تبهر العيون. ولم يكتف بذلك، بل وضع لوحة مسجوعة بهذا الوضع الطريف
,
وقد هالني هذا الإسراف في الإعلان فسألت صديقاً فرنسيا عن السر فيه فأجاب:
ذلك الرجل يعرف العادة المتبعة في القهوات الفرنسية، العادة التي توجب أن يسألك غلام القهوة عما تطلب قبل أن تجلس، فتنطق بأكثر الأسماء وروداً على بالك وهو ديبون!
والأمر كذلك فيما يتصل بحياتي الأدبية، فقد قال الدكتور طه حسين مرة: إن أكثر أديب زكي مبارك في الحديث عن زكي مبارك. فلما سئل الأستاذ العقاد عني وجد هذه العبارة في باله فأجاب. ولما سئل الأستاذ المازني عني وجدها في باله فأجاب
وكذلك تعاد قصة المسيو ديبون في القاهرة بعد أن سئمها الناس في باريس
وهنا مشكلة لا أكتمها عنك، وهي الخوف منك، ولكن كيف؟
أنا لا أبالي نقد الدكتور طه حسين إياي، لأنني نقدته بمائة مقالة ومقالة، فمن السهل أن يقول الناس إنه ينتقدني وفي نفسه أشياء
وأنا لا أبالي نقد الأستاذ العقاد إياي، لأن بيننا أحقاداً تنشر في حين وتطوى في أحايين