ظهر في العدد (٤١٥) من مجلة (الرسالة) الغراء كلمتان في إصلاح الأزهر: إحداهما لفضيلة الأستاذ المدني، والثانية لفضيلة الأستاذ عبد الآخر. فأما الكلمة الثانية، فيرى كاتبها أن فضيلة الأستاذ المراغي نفذ الإصلاح الذي وضعه، وذلك بتنقية الكتب الأزهرية وتهذيبها وتحسين طريقة عرضها والكتب الأزهرية لا تزال على حالها، وكلنا يعرف أن الفساد متغلغل فيها بحيث لا يفيد في علاجه تنقية ولا تحسين عرض. وأما مسألة انصرافنا إلى الوظائف وما إليها، ففضيلة الأستاذ عبد الآخر أدرى الناس بها، وفضيلته يعرف (مسألة العرائض) التي كادت تقضي على عهد الإصلاح لولا لطف الله تعالى
وأما كلمة الأستاذ المدني، فهي متفقة مع كلمتي الأولى كل الاتفاق، وإن حاول الأستاذ المدني أن يهون من أمر الرجعيين المعارضين للإصلاح. وعجيب أن يهون من أمرهم ولهم في كل وقت ثورات عنيفة على كل من يحاول تجديداً في بعض الأحكام، أو يريد فتح ذلك الباب المغلق على الاجتهاد من قريب أو بعيد، وهم إذا قاموا بتلك الثورات يقوم وراءهم جنود مجندة من العامة وأشباه العامة، ويقف طالب الإصلاح وحده لا معين ولا نصير. ولو كان أولئك الرجعيون يعتمدون في ثورتهم على الدليل لهان الأمر، ولكنهم لا يعتمدون في ذلك إلا على التكفير ولا يفكرون إلا في محاربة ما يعتمد عليه طالب الإصلاح من وسائل العيش، وقد رأى الأستاذ المدني كل هذا ببصره، وسمعه بأذنه، ولمسه بيده، فكيف يهون بعد هذا من أمره؟
(عالم)
بين عبد القادر حمزة والعقاد
قرأت في العدد الفائت من (الرسالة) كلمة للأستاذ محمود الشرقاوي عن المغفور له الأستاذ عبد القادر حمزة باشا
وأنا موافقة على كل ما ذكر للفقيد الكبير من خلال طيبات لمستها كما لمسها في أثناء اشتغالي معه في البلاغ من سنة ١٩٢٨ إلى سنة ١٩٣١؛ وفي خلال السنوات السابقة