عندما تفضل الأستاذ صاحب الرسالة الغراء بفتح (باب للمرأة) في الرسالة، حمدت لحضرته هذا الصنيع الجميل، واعتبرت بدء الرسالة عامها السابع المبارك إن شاء الله فألاً حسنا بالنسبة لعالم المرأة - الشرقية عامة والمصرية خاصة -
وسيكون ما يكتب في هذا الباب، رسالة عالية تمس حياة المرأة من شتى نواحيها، وفق ما تقدره وتفهمه من الحياة المرأة المثقفة التي نالت قسطاً عظيماً من التعليم العالي، وتلك التي تؤهلها مواهبها الطبيعية، واستعدادها الفطري للمبدأ ذاته. كما تجد فيه ما قد تتوق إلى قراءته في سرعة: من أدب رفيع، وعلم مستساغ، وشئون تمس حياتها، بحيث لا يشغل كل هذا إلا جزءاً وجيزاً من وقتها الثمين.
هذا ونرجو ألاّ يحرم ميدان المرأة هذا في مجلة الرسالة التي امتازت من يوم أن أنشئت، بالأسلوب الراقي، والأدب الرفيع، من جولات سيدات مصر المثقفات، حتى يبرهن أن في مصر كاتبات عالمات مثقفات.
المحررة
كان من بين البلاد التي زرتها في رحلتي هذا العام: بلاد اليونان. فإذا تحدثت عنها اليوم، فإنما أتحدث عن بعض ما شهدته وخبرته بنفسي.
فأول ما لفت انتباهي عندما وصلت أتينا الشوارع الفسيحة المنظمة، والأوتوبيس الكبير الطويل الأصفر اللون، وكثرة الحركة في هدوء، فترى الترام وأنواع المركبات القديمة والحديثة، والسيارات ذات الأجرة أو الخاصة، والناس - كل يتخذ اتجاهه في يقظة وهدوء، ولا تزعجك أصوات السيارات، ولا أصوات الباعة المتجولين، ولا مشاغبات أولاد الشارع.
وباعة الجرائد والمجلات، والحلي الزائفة ونظارات التراب الخ لهم أكشاك خشبية نظيفة لطيفة؛ موضوعة على مسافات متباعدة على الأفاريز.
ومن أهم ما أعجبت به رجال البوليس باليونان، ولا سيما الموجودون منهم في مدينة أثينا: