للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

شاعر العقيدة

تأليف الأستاذ محمد تقي الحكيم

للأستاذ إبراهيم الوائلي

لعل مدينة النجف الصغيرة هي ثالثة المدن العراقية التي احتضنت تراث العرب المسلمين بعد بغداد والحلة، وقد كانت مثابة لطلاب العلم ومجالا فسيحا للغة العربية وآدابها في أواخر العصر العثماني، وكان تميزها بكثرة النوابغ من الشعراء_عدا العلماء والمؤلفين_ظاهرة يعترف بها التاريخ في أوسع مصادره الحديثة، وكادت تفقد مركزها الأدبي في السنوات الأخيرة لو لم يتح لها جيل جديد ينشط للبحث والتطلع ويسير في الموكب الصاعد، فكانت (جمعية الرابطة الأدبية) ذات طابع شعري معروف، وإلى جانبها جمعية (منتدى النشر) وقد أسست لتجمع بين القديم والحديث. والتف حول مناهجها ودروسها طائفة غير قليلة من شباب النجف والمدن الأخرى، وهي تعمل في شكل فصول وامتحانات كما يفعل الأزهر في مصر، ولم نكتف بالدرس العلمي والبحث اللغوي بل دفعت هؤلاء الشباب إلى مجال الأدب الواسع يقرؤون ويهضمون ثم يكتبون وينشرون، ومجلة (البذرة) هي منبرهم الذي يتبارون عليه، وكانوا يتيحون لنا_هم وأساتذتهم_أن نستشف خلال تلك المسارب الضيقة ومضات تبشر بوجود قوة الاستمرار لتلك الشعلة التي طالما توجهت على ربوة النجف الخضراء في قرون كثيرة، وبالرغم من أن العناصر الرجعية من (الرسميين) وغيرهم لا يريدون لهذه الجمعية أن تسعى في طريقها الإصلاحي فإنها بقيت تصارع وتعمل بصمت وهدوء في سبيل رسالتها العلمية والأدبية.

وقد استثمرت هذه الجمعية جهادها في التأليف والكتابة فكان إنتاجها ضخما في الكم والكيف بالرغم من أن عمرها لا يتجاوز خمسة عشر عاما. ومن ثمرات هذا الجهاد كتابان تفضل بهما على مؤلفاهما الكريمان وآنا في مصر، وأول الكتابين (السقيفة) لفضيلة الأستاذ محمد رضا المظفر معتمد الجمعية، وثانيهما (شاعر العقيدة) للأستاذ محمد تقي الحكيم سكرتير الجمعية، أما الأول فليس من السهل أن أتحدث عنه دون أن أتوفر على دراسة التأريخ

<<  <  ج:
ص:  >  >>