لا أريد أن أضع منهاجاً مفصلاً للطريقة الجديدة لتعلم اللغة العربية، وإنما أريد أن أضع قواعد مجملة تتبع عند وضع هذا المنهاج، وهذه مبنية على ما تقدم بحثه.
يجب أن يحدث درس القواعد من لتعليم الابتدائي والأولي لأن القواعد كما قلنا لا تكسب ملكة اللغة وإنما هي فلسفة للغة وضوابط؛ فمن الواجب أن نسعى في أن نكون للناشئ ملكة اللغة أولاً.
يجب أن نستبدل بالقواعد المطالعة الكثيرة والحفظ الكثير والمحادثة والمحاورة.
ويجب أن يختار للتلاميذ ما يحفظونه بحيث يكون مناسباً لأذهانهم لا يعلو عليها، وتؤلف لهم محاورات يحفظونها ويتحاورون بها وتكون مما تكثر في الكلام ويحتاج إليها في الخطاب.
ويجب أن يعلم أن هذه المحفوظات تحفظ لتكون نموذجاً ذهنياً ليقيس عليه كلامه من حيث لا يدري فيجب أن يعنى بهذه النماذج فتحفظ صحيحة لا غلط فيها، ومعربة لا لحن فيها، فإنه إذا حفظها ملحونة ارتسم النموذج في ذهنه كذلك، فنسج على منواله، وأنفق مما اكتسب. ويجب على المدرس أن يراعي تلاميذه ويعلم موطن الضعف في لغتهم ويزودهم بما يزيل ضعفهم، ويقوم لسانهم، فإن رأى منهم أنهم يجرون الفاعل في أحاديثهم فليعلم أنهم بحاجة إلى أن يحفظوا كثيراً من المقطوعات فيها أمثلة كثيرة للفاعل، وليأخذهم بحفظها صحيحة غير ملحونة.
أما مرحلة التعليم الثانوي فيجب أن يظل التعليم بالحفظ والمطالعة فيها ويزاد عليه قواعد اللغة، ولكن ليست القواعد التي بين أيدي التلاميذ الآن، بل القواعد التي سأقدم مشروعها، والتي تجمع الصدق والوضوح والسهولة.
يجب ألا تقل العناية بالحفظ والمطالعة في هذه المرحلة بل يجب أن تزيد، ويجب كما قلنا