للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب والفن في أسبوع]

الأدب في الإذاعة:

نشرت مجلة الهلال مناقشة عنوانها (هل أدت محطة الإذاعة رسالتها؟) دارت في ناديها بين (محمد توفيق بك ومحمد فتحي بك والأستاذ مفيد عبد الرحمن والدكتور نور الدين طراف) وقد بدأ فتحي بك الحديث بأن الإذاعة تؤدى غرضين، غرض التثقيف وغرض التسلية والترفيه عن المستمعين، ثم اقتصر الحديث بعد هذا على الناحية الثقافية بمعناها الأعم الشامل للأدب والسياسة والصحة والنسائيات وغيرها. وإكتفى هنا بالكلام على الناحية الأدبية في هذه المناقشة، فأورد أهم ما قيل فيها وأناقش ما يستدعى النقاش.

قالت الأستاذة مفيدة: الواقع أننا لا نقدر مدى استماع الجمهور وفهمه لما يسمع، فليست إذاعة أقوال هؤلاء الأدباء معناها الثقافة) ثم قالت: (قد جرت عادة الله تعالى في بث الموعظة أن يسوقها في قالب قصصي محبب إلى نفوس العامة قبل الخاصة. والقرآن الكريم وما سبقه من الكتب المنزلة ملأى بأمثال ذلك، فقد ورد فيها من قصص المتقدمين ما فيه عبرة وعظة، مع أن هذه الكتب لم تنزل لسرد القصص والحكايات بل نزلت لإرشاد الناس لما فيه خيرهم ونفعهم، فحبذا لو اهتدى أباؤنا الأفاضل بهدى القرآن في وضع الموعظة في مثل هذا القالب) ومما قاله توفيق دياب بك: (فأنا أخاف الأستاذ مفيدة نوعاً ما فيما ذهبت إليه، لأنني عرفت من تجاربي ومما سمعته من كثيرين من طبقات مختلفة كالمترددين على المقاهي والأندية العامة أن كثيراً من الجمهور ينتظرون أحاديث الأدباء، وقد يعلو المتحدث بلغته بحيث ترتفع عن مستوى عامة الجمهور، ولكنهم يتابعون موضوعه ويفهمونه، وذلك لكثرة سماعهم القرآن وخطب المساجد وكلام الفصحاء، فارتفع مستوى فهم الجماهير حتى سبقت إفهامهم معرفتهم بالقراءة والكتابة. . .)

وكان فتحي بك قد قال موضحاً مسألة نجاح الإذاعة في تحقيق الغرض الثقافي. (لا شك في إنها خدمت الثقافة خدمة كبيرة، ومثال ذلك أن كثيراً من الأباء الكبار كطه حسين بك وتوفيق دياب بك والأستاذ العقاد وغيرهم كانوا معروفين في العالم العربي لدى طائفة خاصة من القراء. ولكن الإذاعة زادت أسماءهم لمعاناً وزادت الجمهور تعريفاً بهم!) وهذا كلام يقف أمامه صف طويل من علامات التعجب والاستفهام، فهل خدمة الإذاعة للثقافة هي

<<  <  ج:
ص:  >  >>