[رسالة حائرة:]
الرسالة الرابعة. . .
للأستاذ إبراهيم محمد نجا
لا تسأليني حين أرجع والأسى باد عليا
والدمع يلمح فوق أهدابي، ويعشي ناظريا:
(ما سر هذا الحزن؟ ما لك تذرف الدمع الأبيا)
نظراتك السجواء تنسيني كآباتي مليا
بسماتك الغراء تملأ عالمي زهراً نديا
لمساتك الزهراء تبعث في دمي نغماً شجيا
إني ليحزنني سؤال الناس عن سري الدفين
فبحق ما بيني وبينك من هوى لا تسأليني
لا تسأليني إذ نكون معاً هنالك في خميله
فترينني مستغرقاً في الفكر آونة طويلة:
(ما سر هذا الفكر؟ ما تلك الخيالات الجميله؟)
إني - وحبك - لست أدرك سره حتى أقوله
إني على رغمي أفكر، ليس لي في الفكر حيله
أنا زورق في لجة الأفكار لا يدري سبيله
حيران يبحث دون ما جدوى عن الشط الأمين
فبحق ما بيني وبينك من هوى لا تسأليني
لا تسأليني: (هل تراك تقول هذا الشعر عني؟
أتراك ترفعه إلي، وتستمد الوحي مني؟)
إني من الغيد الملاح الفتنات أخذت فني
من كل فارعة القوام، وكل بارعة التثني
إن حدثت، فحديثها في الروح لحن أي لحن
وإذا بدت، فكأنها فجر الربيع بدا يغني