تردد أسم مصر هذا الأسبوع في جميع أنحاء العالم، وتناقلته وكالات الأنباء في كل مكان على أثر الكلمة التي ألقاها الدكتور طه حسين في المؤتمر الدولي للفنانين الذي عقد في قصر الدوج بمدينة البندقية وأشرفت هيئة اليونسكو على تنظيمه وكان المؤتمر قد بدأ جلساته يوم ٢٢ سبتمبر سنة ١٩٥٢
وكانت (الرسالة) في أحد أعدادها السابقة قد نشرت بعض الأفكار التي صمنها عميد الأدب خطابه الذي أعده لإلقائه في هذا المؤتمر
وهذه خلاصة ما جاء في كلمة الدكتور طه حسين
إذا كانت الأسلحة والنيران والدماء قد غيرت (وجه الأرض) فكم غيرت هذه الأشياء من (نفوس) الناس التي تعرضت بسبب ذلك كله إلى هزات عنيفة
القرن العشرون هو عصر الشك الفلسفي أو التشكك فيما وراء الطبيعة
سجل الدكتور ظاهرة قلة الإقبال على الأدب ومطالعة الكتب
أشار إلى جهود الكتاب لتبسيط آرائهم وجعلها في مستوى إدراك أغلبية القراء وأثر ذلك في الآراء الأصلية ذاتها
المعركة بين الكاتب والناشر، يريد الكاتب من الناشر أن ييسر له من الوسائل المادية ما يكفل له العيش الكريم
من العسير الكتابة بكل أمانة وحرية دون مراعاة أي اعتبار مادي له علاقة بالاحتياجات اليومية
يدل التاريخ على أن الأدباء والفنانين في كل بلد، وفي كل عصر، لم يعتمدوا قط على أدبهم وفنهم في اكتساب قوتهم، بل كانت دوماً لهم مهن أخرى
إن ما يصل الكاتب من مكانة في المجتمع الذي يعيش فيه يفرض عليه واجبات معينة إزاء المجتمع، ويكون لذلك أثر أخلاقي في تصرفاته وكتاباته يمس ما له من حقوق وما عليه من واجبات