حديثنا اليوم عن رواية (المال والبنون) وهي واحدة من الروايات التي فاز مؤلفها بجائزة في المباراة التي أقامتها الفرقة، وعن حظ هذا المؤلف، وقد مثلت له الفرقة في هذا الموسم أيضاً رواية أخرى اسمها طبيب المعجزات
الكلام عن الروايتين لازم واجب، أما الحديث عن الحظ فقد يجرنا إلى التساؤل، وإلى الحدس والتخمين، وإلى نقل ما يقوله الأدباء في مجالسهم عن الحظ والمحظوظين، وعن الوسائل التي توصل الأديب المغمور إلى الحصول على كلمة السر التي تجعل منكود الطالع سعيداً وإن كان جبل في الأصل من طينة فيها جميع خصائص الشقاء وعناصر التعاسة. ولذلك سنضرب صفحاً عنه لأن غايتنا من نقد الفرقة كما قلنا هي تقويم اعوجاجها وذلك أمر مستطاع لا شك فيه. وإن رجال الفرقة في زعمنا مهما تصاموا عن سماع كلامنا، وتغاضوا عن نقدنا، وأسرفوا في تأويل البواعث على متابعة الكتابة في إظهار العيوب التي أوصلت الفرقة إلى المنحدر الخطر، ومهما حاولوا المكابرة في احتمال سهام الحقيقة الجارحة فإنهم ولا بد راجعون إلى أقوالنا وإلى نصائحنا، وإن الغفوة التي تثقل أجفانهم سيعقبها ولا شك يقظة وانتباه. ورب دغدغة أو وخزه تنجي من خطر محقق، وسيان أكان المدغدغ أو الواخز حبيباً أو عدواً، فضلاً عن الناقد الذي لا يعرف الحب والبغض في الأدب والفن
لن نتكلم إذن عن حظ المؤلف بل نقصر كلامنا على الروايتين، فالرواية الأولى (طبيب المعجزات) لم تتحدث الصحف عنها بخير ولا شر، والإهمال أقصى عقوبة يجازي بها المؤلف الفاشل. وقد انفردنا بتلخيصها للقراء ولم نشأ أن نعلق عليها مخافة أن نرمي بحب الهدم الذي يضعضع الناشئين أمثال مؤلفها الشاب، ولكيلا يقال إننا نتخذ أمثلة عليا من أدب المسرح الغربي نقيس بها أعمالنا وما برحنا في دور التكوين بعد. وسألخص رواية المال والبنون) أيضاً فأضعها نصب عين القارئ، وليسأل هو عن الباعث على تمثيل روايتين هزيلتين في موسم واحد لمؤلف واحد؟