للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب والفن في أسبوع]

للأستاذ أنور الجندي

التقيت في ندوة (الشورى) بالسيد عبد القادر المغربي وكيل المجمع العلمي في دمشق وعضو مجمع فؤاد الأول لغة العربية، فقد جاء مصر لحضور دورة المجمع اللغوي، الذي انعقد يوم الاثنين الماضي، وقد لقيت (المغربي) فتيا كأنما هو في الشباب وليس في سن التاسعة والثمانين. . .

كانت ضحكاته وطريقته في الحديث، ونظرته، تنم عن نفس ما تزال شابة فتية، فإذا ذكرنا أنه حضر إلى مصر لأول مرة عام ١٩٠٥ ليعمل مع الشيخ محمد عبده، ثم اشتغل بالصحافة، وبدأ عمله في (المؤيد) في نفس العام بمقال عنوانه (مصر ومراكش والقاضي شمهورش). . . عجبنا للحيوية التي أفاضها الله على الرجل العلامة. . الذي يحضر إلى مصر بالطائرة. . .

وكالعهد بالذين يزورون ندوة (الشورى)، وكلهم مشردون ومجاهدون ورجال كافحوا الظلم، لقينا السيد عبد القادر المغربي، الذي هاجم الاستبداد في فجر النهضة، ووقف مع شكيب أرسلان وعبد العزيز جاويش يهاجم الملك حسين في جريدة الشق. . في اتجاه نحو انفصال الترك عن العرب.

وقد حدثني السيد المغربي بأنه اضطر بعد هجرته إلى مصر هربا من الظلم والاستبداد، ثم بعد عودته على أثر إعلان الدستور العثماني وخلع عبد الحميد، إلى أن يتحول من الإصلاح الديني إلى الإصلاح اللغوي.

وفي هذا الصدد سمعت السيد بشير الإبراهيمي الزعيم الجزائري يتحدث إليه فيقول أنه كان يلتهم كل ما يكتبه في اللغة، وأنه ترك في الدراسات اللغوية أثرا ضخما، ووصل إلى قمة التقدير حينما قال له: إن السطر من هذه الكتابات يساوي مجلدا. . .

والسيد عبد القادر المغربي هو حفيد البطل المجاهد (درغوس) الذي استشهد في الحرب العثمانية في موقعة (مالطة) ودفن في ليبيا، ويطلق على ضريحه هناك (طرغود رئيس) وقد هاجرت أسرته إلى الشام منذ ٢٥٠ سنة.

وقد كتب السيد عبد القادر المغربي في مجلة البينات الجزء الأول سنة ١٩٠٧ فصلا مطولا

<<  <  ج:
ص:  >  >>