للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

عن برنامج الإصلاح الإسلامي، ما يزال حتى اليوم مرجعا للدعاة والعاملين في هذا الحقل.

وقد شهد السيد المغربي خلال حياته الطويلة المباركة، التي نسأل الله أن يمد فيها، حلقات النهضة العربية والإسلامية منذ فجرها على يد جمال الدين الأفغاني حتى الآن، فهو بذلك من أقدر من يؤرخها ويصور زواياها المختلفة، وقد طلبت إليه ذلك غير أنني لقيته معرضا عن هذا الاتجاه.

وقد اكتفى بتلك الرسالة القصيرة التي كتبها عن (جمال الدين الأفغاني). . ونحن باسم المقدرين لأدبه وفكره نعاود الرجاء في أن يكتب تاريخ هذه النهضة بقلمه الرصين، ولا يظن على التاريخ بتسجيل مشاهدات معاصر فقد تفيد كثيرا في كتابة التاريخ. .

اتجاه الريح

أعجبني تصوير الأستاذ (وديع الفلسطيني) للمفكر في هذه الأيام حيث يقول في جريدة الإنذار: (الأديب في مصر محكوم عليه بالفاقة المبرحة حتى يهجر الأدب، والصحفي الشريف في مصر حتم عليه أن يشرب المر حتى يهجر الصحافة.

والمفكر في مصر يبقى دائما هدفا للريبة والشك حتى يتخلى عن تفكيره. والكاتب في مصر يبعث أثاث داره قبل أن يطبع كتابا من كتبه، والشاعر في مصر بائس حتى يترك الشعر، والثقافة في مصر محنة لأن الناس عنها معرضون، فتجارة الكتب إلى بوار، والأدب السمين ليس له طلاب، والناس لا تقرأ إلا قصص الجان، ومغامرات الفرسان، وفضائح الملك السابق، وتخريف المزيفين والهازلين).

وتلك كلمات صادقة، لأنها صادرة من قلب مأزوم. إن الأستاذ وديع صحفي وأديب مثقف، وقد عمل طويلا. . وكان كبير الأمل في أنه يستطيع أن يخدم بلاده عن هذا الطريق، غير أنه أحس بأن عليه أن يتخذ طريقا آخر. ويبدو أنه مع الأسف الموجع قد ودع الصحافة والدب بعد أن شعر بأنهما لا يكرمان المجاهد العامل إلى العمل في الميدان الاقتصادي. . .

تحول في الاتجاه العام

الأستاذ إبراهيم المصري كتب موفق، وهو أستاذنا منذ كان يكتب في الصحيفة الأدبية في البلاغ عام ١٩٣٠، وأذكر أنه أرسل إلي ذات مرة وكنت في الريف يطلب إلي أن أرسل

<<  <  ج:
ص:  >  >>