للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كوبيرنيكوس]

بمناسبة مرور أربعمائة سنة على وفاته

للأستاذ جودة شهوان

في الرابع والعشرين من مايو سنة ١٥٤٣ سقطت إحدى الدعائم التي بنيت عليها النهضة الأوربية الحديثة بوفاة كوبيرنيكوس، ذلك العالم الذي جاهر بحقيقة كانت قد اختفت وراء حجب الدهر من زمن بعيد، تلك الحقيقة الهامة التي كان لها فضل جم على تقدم علوم العصر الحديث وأبحاثه، والتي نقلت العلم من حال إلى حال، وكانت مناراً وعماداً لأبحاث جمهرة من علماء العصر الحديث الذين جاءوا بعد كوبير نيكوس، والذين أشهرهم (كبلر) و (جاليلو) و (نيوتن) كما عملت تلك النظرية في إطلاق عقول الناس وأخيلتهم - التي كانت قد قيدتها خرافات العصر الوسيط - من قيودها لتستقبل عصر النهضة الذي أعقب وفاته. وقد عد (المستر دورانت) الكاتب الأمريكي والفيلسوف المشهور، هذا العالم (كوبير نيكوس) في مقال له بمجلة (أمريكان) أحد قادة البشرية العشرة في تاريخ العالم وهم: كنفوشيوس - أفلاطون - أرسطوطاليس - ثوماس أكونياس - كوبير نيكوس - فرانسيس بيكون - نيوتن - فلتير - كانت - داروين

كانت النظرية السائدة قبل ظهور كوبير نيكوس أن الأرض هي مركز الكون، وأن الشمس وبقية الكواكب تدور حولها. فلما جاء هذا العالم وجد بعد أبحاثه الطويلة أن اعتقادهم ذاك كان خطأ، وأن الشمس هي مركز الكون تدور حولها الأرض وبقية الكواكب. وقد سميت هذه النظرية (بنظرية كوبير نيوس أو النظرية الكوييرنيكية) نسبة إليه؛ ذلك لأنها على يديه ولسببه نالت شهرتها وسيادتها المعلومتين

وقد فسر كوبير نيكوس أيضاً حدوث الليل والنهار بأنهما ناتجان عن حركة الأرض حول محورها، كما فسر حدوث الفصول بأنها نتيجة لدوران الأرض حول الشمس

ولنرجع الآن لسرد قصة حياته، وطرف من أعماله وآراءه التي جاءنا بها غير التي ذكرناها آنفاً؛ فنقول:

ولد هذا العالم البولندي الألماني في التاسع عشر من فبراير عام ١٤٧٣ في مدينة ثورن الواقعة على الفستولا في بروسيا البولانديه، من أب سلافي من (كراكاو)، ومن أم ألمانية

<<  <  ج:
ص:  >  >>