عندما مرت الدهور، وتردد النحل على حدائق الصيف، وابتسم القمر لزنبقة المساء، وبعث البرق قبلاته النورانية للسحب، وسرح ضحكاته في الفضاء. . وقف الشاعر في ركن مشحون بالأشجار مكلل بالسحب، وظل قلبه صامتا كالزهرة. . . يستطلع خلال أحلامه كما يفعل الهلال، ويهيم كما يفعل نسيم الصيف لغير ما غرض. .!
وفي إحدى ليالي إبريل عندما بزغ القمر كفقاعة ماء من أعماق الغرب. . . وكانت إحدى الفتيات مشتغلة بري النبات وأخرى تطعم غزالها، وثالثة ترقص لطاووسها بدأ الشاعر يغني:
(آه. . . أنصتوا لأسرار العالم. . . إني أرى أن الزنبقة شاحبة مصفرة لأنها تحب القمر. . . وزهرة اللوتس تسحب قناعها أمام شمس الصباح، والسبب جلي لو أنعمتم التفكير. ومعنى طنين النحل في إذن الياسمين الصبوح قد غرب عن خاطر العلماء ولكن الشاعر يعلم. . .!)
وذهبت الشمس في تورد الحياء، وصعد القمر متمهلاً خلف الأشجار، وهمست ريح الجنوب لزهرة اللوتس أن الشاعر ليس بساذج كما يظهر منه. فشبك الفتيات والشبان أيديهم وصاحوا: