للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[أستاذ جامعي يتبنى تحريف وراق]

للأستاذ عبد المتعال الصعيدي

كان الشيخ فرج الله زكي الكردي طالب علم بالأزهر، وقد بدا له أن يجمع إلى هذا الاشتغال بطبع الكتب الأزهرية ونشرها فابتدع في ذلك بدعة جديدة: أن يجمع في نسخة واحدة عددا من الشروح والحواشي الموضوعة على المتن الأزهري، ليسهل على الأزهريين الإلمام بجميع المماحكات اللفظية في تلك الشروح والحواشي، ويزيدوا في هذا على من سبقهم في عصر المطبعة وانتشار الكتب، وسهولة اقتنائها على طلاب العلم

وقد بدا له في سنة ١٣١٧ هـ - ١٨٩٩ م أن يفعل هذا في متن التلخيص، فجمع في نسخة واحدة عدداً من شروحه وحواشيه، وهو الذي يعرف في البيئة الأزهرية بشروح التلخيص فوضع في صلبها شرح المختصر على متن التلخيص للسعد التفتازاني، ومواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح لأبن يعقوب، وعروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح لبهاء الدين السبكي، وهي على هذا الترتيب في الصلب، ثم وضع بالهامش الإيضاح لتلخيص المفتاح، وهو لصاحب متن التلخيص، وقد جعله في أعلى الهامش ووضع حاشية الدسوقي على شرح السعد التفتازاني في أسفله، وقد ميز بين هذه الشروح والحواشي بفواصل أفقية، وعنى رحمه تعالى بتصحيح هذه المجموعة، وبوضع هذه الفواصل في كل صفحة منها، في الطبعة الأولى، واختار لها المطبعة الأميرية ببولاق زيادة في الاعتناء

فلما نفدت هذه الطبعة من هذه المجموعة أعيد طبعها بعد هذا في مطبعة السعادة الموجودة بجوار محافظة القاهرة، ولكن الطبعة الجديدة لم تكن جيدة التصحيح كالطبعة الأولى، فوقع بعض التحريفات فيها ونسى وضع الفواصل الأفقية بين شروحها وحواشيها في بعض صفحاتها، وكان هذا سبباً في التحريف الذي وقع في كتاب الإيضاح، وفيما له من هذه القصة الظريفة التي يتبنى فيها أستاذ جامعي ذلك التحريف، فقد قررت دار العلوم وكلية الآداب وكلية اللغة العربية دراسة كتاب للإيضاح في علم البلاغة، فرأى حضرة محمد صبيح أفه دي أن يقوم بطبعه منفصلاً عن تلك المجموعة، لأن تلك المعاهد تريد دراسته وحده، وتريد أن تبعد طلابها عن شروح التلخيص وحواشيه، ليتخلصوا في دراستهم العالية للبلاغة عن مماحكاتها اللفظية، ويتربى فيهم شيء من الذوق والنقد البلاغي يعلو على هذه

<<  <  ج:
ص:  >  >>