هل من طبيب لداء الحب أوراقي ... يشفى غليلا أخا حزن وإبراق؟!
قد كان أبقى الهوى من مهجتي رمقا ... حتى جرى البين فاستولى على الباقي
حزن براني وأشواق رعت كبدي ... يا ويح نفسي من حزن وأشواق
أكلف النفس صبرا وهي جازعة ... والصبر في الحب أعيا كل مشتاق
لا في سر نديب لي خل ألوذ به ... ولا أنيس سوى همي وإطراقي
أبيت أرعى نجوم الليل مرتفقا ... في قنة عز مرقاها على الراقي
بهذا الروح القوي، والأسلوب الجزل الرصين، يمضي شاعر القرن التاسع عشر في قصائده؛ فلا تحس قلقاً ولا ترى ضعفاً، ومن الحديث المعاد أن نطيل في إطرائه والثناء على مكانته، ولكنا لا ننسى على أي حال أنه كان كثير التقليد لفحول النابغين. وآمل أن أوفق - أو يوفق غيري - إلى إيضاح التقليد والتجديد والتجديد في الشعر الحديث من لدن البارودي إلى وقتنا الحاضر، لندرك ما أصابه من القوة، وما بعد به عن الغاية المرجوة. والله وحده المسئول أن يأخذ بيد الشعر إلى أقوم طريق.