للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الأدب والفنّ في اسبُوع

الثقافة والمثقفون:

هذا هو عنوان المحاضرة التي ألقاها الدكتور محمود عزمي بك يوم الثلاثاء الماضي في الاتحاد الثقافي المصري.

تتبع المحاضر مدلول الثقافة في العصور المختلفة حتى العصر الحديث، وانتهى من ذلك إلى تعريف (الثقافة) بأنها الجانب العقلي للحياة الاجتماعية، وأنها تشمل المعارف ذات الأثر العملي النافع في الحياة، فهي شاملة بمعنى أن المثقف هو الذي يأخذ من كل فن بطرف، وهي ذات صبغة حيوية لارتباط المعلومات بالحياة العملية الواقعة.

ولذلك لا يعد الباحث المختص في أي فرع من فروع العلم، أو فن من الفنون، مثقفاً، ما لم يلم ببقية العلوم والفنون إلماماً نافعاً. وأشار المحاضر إلى ما توصف به الثقافة من نحو (الثقافة الفرنسية) أو (الثقافة العلمية) قائلا إن معنى الشمول الذي تدل عليه (الثقافة) لا يتفق مع هذا التخصيص.

وقال إن الكلمة التي كانت تدل على ذلك المعنى الشامل لألوان المعرفة في العصور العربية المتوسطة، هي كلمة (أدب) فقد كلنت تطلق على الشعر والنثر والتاريخ والفقه والتفسير والحديث والفلسفة والمنطق وغير ذلك. ولكن في العصر الحديث أخذت كلمة (أدب) المعنى الفني المعروف. وهنا قص المحا ضر قصة طريفة تدور حول البحث عن كلمة عربية تقابل كلمة (كلتير) الإفرنجية حتى اهتدى إلى (الثقافة) فأطلقت على هذا المعنى. قال: كنا طلبة في باريس من مختلف البلاد العربية في وقت ثار فيه هناك جدل حول معنى الثقافة، فألفنا جمعية أسميناها (جمعية التهذيبات العربية) ولما عدت إلى مصر واشتغلت بالتدريس، كنت أحتاج إلى كثير من الأسماء العربية للمدلولات الحديثة، ودلني بعض الناس إلى كتاب (المخصص) لابن سيده، فاستفدت كثيراً منه، وقيل لي إنه مما ينفع في هذا المجال مؤلفات خريجي دار العلوم الذين تعلموا في بعثات بأوربا، وقرأت هذه المؤلفات ووجدت فيها كثيراً مما أطلب، ومرة وقعت على كتاب لأحدهم وهو الأستاذ حسن توفيق العدل، إسمه (سياسة الفحول في تثقيف العقول) فأمسكت بكلمة (تثقيف) وراجعت بعض المعاجم حتى وجدت في (أساس البلاغة) كلمة (الثقافة) بمعنى طلب العلوم والمعارف، ثم كتبت مقالا بجريدة

<<  <  ج:
ص:  >  >>