للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الشهيد الأعزل. .!]

للأستاذ محمد عبد الله السمان

(سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر

فأمره ونهاه. . فقتله)

حديث شريف.

إن الأسبوع الثاني من شهر فبراير من كل عام، ليحمل في طياته ذكرى هي من أجل الذكريات لدى الشبيبة المسلمة، والقلوب المؤمنة - لا في مصر وحدها - بل في كل بقعة أشرقت بنور الإسلام، وفي كل رقعة سلطت عليها شعاعات التوحيد.

أما الذكرى، فهي ذكرى الشهيد الأعزل (حسن البنا)، والحديث عن (حسن البنا) يعتبر جديداً في موضوعه، مهما طال، ومهما تكرر، إذ ليست شخصيته بالشخصية العادية التي يكفيها من الحديث أقله، فقد كان (حسن البنا) ملء السمع والبصر، دوى صوته في الشرق، فاهتزت جوانبه مؤذنة ببعث جديد، ومعلنة ميلاد فجر مشرق، ومنذرة بالرحيل استعماراً بغيضاً أصر على الخلود بين أرجاء الشرق، ليتخذ منه مطية ذلولا، وبقرة حلوبا، وضيعة ضائعة لا صاحب لها، ولا حارس عليها، ولا مسئول عنها، ودوى صوته في المسلمين فأيقظهم من سباتهم، وأزاح عنهم كابوس الدعة، وهيأهم ليليقوا بالإسلام في عزته ورقيه وعظمته.

ظل (حسن البنا) زهاء عشرين عاما يدعو إلى الله وحده، ويصيح من أعماق قلبه: الله غايتنا. . وتردد وراءه الألوف المؤلفة من الشباب المصوغ في بواتق من الإيمان بالله والثقة به، وظل زهاء عشرين عاما، يدعو إلى الإسلام المصفى. . الإسلام الذي يشيد بالعزة والمنعة والقوة، وينفر من الذلة والضعف والمسكنة. . الإسلام المرن السمح، الذي لا ثقل فيه ولا تعقيد، ولا جمود ولا تزمت، الإسلام الخالص من شوائب الجهلة من الحمقى، والأنذال من المرتزقة. .

وظل (حسن البنا) زهاء عشرين عاما، يكافح الاستعمار في مصر والشام وجزيرة العرب، والمغرب وجنوبي أفريقيا وجزائر الهند الشرقية وغيرها، فلم يخمد له صوت، ولم تفتر له

<<  <  ج:
ص:  >  >>