وأعجب من أمر الغرب أمر هذا الشرق الإسلامي الذي لا يزال يتخذ الغرب في اجتماعياته إماماً، كأن فشلها وخطلها لم يثبت بما أشاعت في الغرب من فرقة وبغض، وما جرت عليه من ويل وحرب. أو كأن هذا الشرق ليس بيده نور الله يهديه ودين الله يعتصم به. فلئن لم يتدبر قوله تعالى (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون) وقوله سبحانه (واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون) فيسمع لأول كل منهما ويطيع، ليوشكن أن يحق عليه سائرهما؛ فإن رأس سنن الله أن يطاع، وأن من لا يطيع يهلك. وسنن الله لا تتخلف كما يشهد به العلم في المادة، وكما يشهد به القرآن في الاجتماع.