[لمناسبة الرحلة الملكية في الصحراء الغربية]
لسان الصحراء
في رحلة جلالة الملك
للمرحوم مصطفى صادق الرافعي
(في شهر أكتوبر من سنة ١٩٢٨ قام المغفور له الملك فؤاد برحلة إلى الصحراء الغربية وواحة سيوة، وكان المرحوم الرافعي يومئذ شاعر جلالته وحادي ركابه؛ فأنشأ هذه القصيدة يتحدث فيها عن الصحراء لمناسبة هذه الرحلة الميمونة
(واليوم - وبعد عشر سنين كاملة - يقوم جلالة الملك فاروق الأول برحلته إلى الصحراء ليرود المعالم التي رادها من قبل والده العظيم؛ فلعل في نشر هذه القصيدة لهذه المناسبة ما يقوم بواجب الولاء ويبعث طيب الذكرى)
سعيد العريان
تَساََءلَ القفرُ إذ حلَّ المليكُ به ... أدار بي موضعي أم حان تجديدي؟
أم بعد زرعي دهوراً لا حصيدَ لها ... من التواريخ، آن اليوم محصودي؟
رَمْلي على الأرض كالدينار من ذهب ... مُلْقىً ضَياعاً وموجوداً كمفقود
أَم غَيَّرَ اللهُ أيامي فأسعدني ... مليكُ مصرَ بيوم منه مسعود؟
كأن لي زمناً ما كان من زَمَنٍ ... وَلا مَشَى بحسابٍ أو بتعديد
والوقت يخضع للساعات تمسكه ... بكل ثانية من غير تبديد
وساعة القفر قفرٌ، فالثلاثُ بها ... كالخمس، كالتِّسع، لا معنى لتحديد
أَم طُولُ صبري على الفِقدان عوَّضني ... بأن يزور قِفاري خيرُ موجود؟
شمسٌ من الله في صدري وما كملتْ ... إلا بشمس من الإنسان في جيدي
أَم ما لقيتُ من الحرمان كافأني ... بأن يحلَّ بأرضي سيِّدُ الجود؟
مَلْكٌ كأن نباتَ العزِّ في يده ... تجنيه من ذهبٍ أيدي المجاهيد
ويسحر الأرضَ حتى الأرضُ من أُفُق ... ويسحر الوقتَ حتى الوقتُ من عيد
أَم ذاك حُلمُ الصحارى بالنعيم سَرَى ... وَمَرَّ منطلقاً في هجعة البيد؟