الوظيفة في اللغة: ما يقدر للرجل في اليوم من طعام أو رزق أو نحوه؛ والوظيفة العهد والشرط؛ والتوظيف تعيين الوظيفة؛ والمواظفة الموافقة والمؤازرة
والوظيفة في العرف عمل يقوم به الرجل للمنفعة العامة، (أي المنفعة المشتركة بين جميع الأفراد الساكنين في المكان القومي) ويأخذ عليه أجره من الخزانة العامة
طبيعة الوظيفة ومنشؤها
البحث في منشأ الوظيفة يقتضي البحث في ظهور الحكومة لأنها مجموع الموظفين، أو بالعبارة الثانية مجموع الأشخاص الذين يقومون بأعمال ضرورية لا تقتصر منفعتها عليهم وحدهم بل تمتد إلى الهيئة الاجتماعية التي يكون لهم عليها حق الطاعة والانقياد
وقد أكثر الباحثون من الكلام في منشأ الحكومة وظهر في ذلك كثير من النظريات أشهرها نظرية (العقد الاجتماعي) التي أثارها الفيلسوف الإنكليزي هوبس (١٥٨٨ - ١٦٧٩) واشتهر بها من بعد جان جاك روسو، وكان لها أكبر الأثر في الثورة الفرنسية الكبرى؛ غير أنها سقطت الآن، وأصبحت في رأي العلم أسطورة خرافية، واجمع العلماء على اطراحها، لأن هذا العقد لم يوجد أبداً، وهوبس وروسو وان اختلفا في المبدأ - فرأى الأول أن الإنسان مفطور على الشر، وأن الإنسان ذئب الإنسان واعتقد الثاني العكس - وان اختلفا فيها فهما متفقان على أن الإنسانية اجتازت دوراً طبيعياً مطلقاً من كل القيود، قبل أن تدخل في الحياة الاجتماعية وتنشئ الحكومة، وتلك فرضية باطلة. والحقيقة إن الإنسانية لم تعرف هذه الحياة الطبيعية ابداً، وانما عاشت من البدء حياة اجتماعية ساذجة تتمثل في القبيلة والأسرة والجماعة. وهذا الذي يراه العلماء المحدثون مطابق لما جاء في الكتب السماوية
ولن نفيض في هذا البحث لأنه ليس من غرضنا تحقيق المقال في منشأ الحكومة، ولكن غرضنا عرض مسألة (الوظيفة والموظفين) عرضاً اجتماعياً، وبيان صلتها بالحياة العامة،