للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[٣ - في بلاد الأحرار]

للكاتب التركي الأستاذ أغا أغلو أحمد

للأستاذ أحمد مصطفى الخطيب

الحرية وردة

عاد إلى الأستاذ بعد يومين وسألني أحدهم فقال:

- هل قرأت الدستور؟ أحفظته استظهارا؟

- قرأته وحفظته. . غير أنني أرجو منكم شرح بعض مواده لتعسر علهما عليّ. . هل لكم أن توضحوا لي قبل كل شيء الحكمة العامة لهذا الدستور؟ لماذا وضع؟ ولأية غاية أحدث؟

- بكل سرور. . يجب أن تعلم أن الحرية مسألة ثقافة وتهذيب ليس إلا

- لم أفهم أيها الأستاذ، ألا تتفضلون بشرح أوفى؟

- حسناً. . هل سبق لك أن اشتغلت في أعمال الحدائق؟

- نعم!

- إذن سهل الإيضاح. . لابد من أنك قد لاحظت في خلال تعهدك الحديقة أن شجرة، أو وردة، أو زهرة، أيا كانت لا يمكن أن تنبت وتنمو وتترعرع إلا إذا توفرت لها الشروط التي تتطلبها طبيعة الشجر أو الورد أو الزهر. . وعليك أن تعلم الآن أن الحرية كالوردة أو الزهرة. . سواء بسواء. . فنموها وازدهارها يستلزمان توفر شروط تلائم طبيعتها وخصائصها الذاتية. .

- وما هذه الشروط؟

- هل استظهرت نشيد البلاد؟

- نعم!

- لقد جاء في ذلك النشيد. . (أن الحرية جوهر الشعور، وأن الشعور هو الإنسان) فلذا يجب الاعتناء الكافي بالإنسان عند (تطعيم) هذا الجوهر لكيما يؤتي ثماره المبتغاة. .

أما البيئات التي سرت عليها الأحقاب الطويلة وهي ترسف في قيود الذل والاستعباد، وضاعت عنها معالم الكيان الحر فليس تطعيمها بإكسير الحرية من الأمور السهلة

<<  <  ج:
ص:  >  >>