كان بالقرية فولى منذ سنوات فلاح فقير يدعى (جيوم مونا)
وكان هناك دب يسطو على بستانه كل ليلة فيصطفى من شجر الكمثرى ألذها طمعا وأكثرها عصيراً رغم أن هذا الحيوان يستسيغ كل شيء، فمن يشك إذن في أن هذا الحيوان له من حاسة الذوق ما للإنسان وإلا لما اختار هذا الصنف من الكمثرى التي غرم بها ذلك الفلاح الذي ظن بادئ الأمر أن ذلك من فعل الأطفال الذين يسطون على بستانه مما جعله يحشو غدراته بحبات كبيرة من ملح الطعام وينتظر هؤلاء الفتية.
وعند الساعة الحادية عشرة تقريبا سمع زئيراً يدوي في الجبل فقال لنفسه (آه. إن دباً غير بعيد).
وبعد عشر دقائق دوى عواء آخر قوي وقريب حتى ظن جيوم أنه لن يستطيع الرجوع أدراجه فانبسط على الأرض وليس لديه أمل إلا أن تكون الكمثرى هي مقصد الدب لا هو!
وظهر الدب فجأة في ركن الحديقة وتقدم نحو شجرة الكمثرى مارا على بعد عشر خطوات من جيوم ثم قفز على الشجرة فأنت من ثقله فروعها وأخذ يلتهم الثمار بشره حتى أنه لم زار هذه الشجرة مرتين أخريين لكانت الثالثة عبثا!
ولما بشم الدب هبط من الشجرة ببطيء كأنه يأسف لمفارقتها وعاد أدراجه مارا بصاحبه (الصياد) الذي لم تكن غدارته المحشوة ملحا لتغني عنه فتيلاً.
استغرق كل هذا حوالي الساعة ولكنها كانت طويلة جداً على الصياد كأنها عام في حين أنها مزت على الدب كأنها لحظة
ومع هذا فقد كان الرجل شجاعاً إذ أنه همس والدب يعود أدراجه (حسن، اذهب. ولكن هذا لن يمر هكذا بل سترى).
وفي اليوم التالي مر أحد الجيران فوجد جيوم منهمكاً في قطع أسنان مذراة حديدية فقال له: