وهي الأمل، إذا كان الأمل هو كل ما يملك النفس ويحركها.
وهي الحلم، إذا كان الحلم هو كل ما يشغل القلب ويجذبه مهما كانت حجب الزمان والمكان
فلسطين! هي ذلك التاريخ الحافل الذي حفظته الدنيا، فلن يمحى بعد ذلك!
هي ذلك المجد الخالد الذي صنعه الأباء، فلن يحيا بدونه الأبناء! هي ذلك التراث المجيد الذي يملكنا ونملكه، هو لنا الماضي، ونحن له المستقبل!
نعم! وهي هي التي دعتني إلى الفراق حين فرض الفراق، وتدعوني إلى اللقاء حينما يجب اللقاء. . .)
لعل هذه هي الخواطر التي شغلت دائما هذه النفس الهادئة القوية، وملأت هذا القلب الطاهر العميق، وانك لتستطيع أن تقراها واضحة ناطقة في هذا الوجه الباسم المطمئن، وهاتين العينين الصافيتين الهادئتين، عيني المفتى مفتى فلسطين الكبير!
انك لتراها واضحة لأنها تصدر عن فكرة قوية هادئة، تعبر عن إيمان صادق عميق، وثقة ثابتة لا تتزعزع، تلك هي العقيدة الإسلامية الخالدة التي تمثلت في تاريخنا الحافل، ولا يمكن أن يجحدها جاحد، وخاصة إذا تمثلت في رجل عظيم!
فكرة تكسب الرجل قوته وعظمته التي عجزت أمامها (السياسة) الإنجليزية الماكرة، وأفلست حيالها كل المكايد الاستعمارية الخادعة. . . أخرجته من فلسطين ولبنان، ومن لبنان إلى العراق، ثم منها إلى إيران، ومن إيران إلى تركيا فأوربا، وها هي أوربا قد قلبت رأساً على عقب، وهو هو، تطورت الأحداث، وهو ثابت لم يتزعزع بأيمانه القوى الثابت، وفكرته التي خرج بها من بلاده، والتي تجمعها هذه الكلمة التي لا تبرح خاطره ولا تغادر قلبه (فلسطين)!
(من اجلها استوى عنده الشرق والغرب والقرب والبعد! زمن أجلها خرج عن المال والولد،