أما الكتب التي أتحدث عنها اليوم فعشرون كتاباً صفقة واحدة لا أعرف اسم واحد منها ولا عرفت شيئاً عن مؤلفها إلا في هذا الأسبوع حينما نشرت الصحف له صورة ظريفة مع حضرة صاحب السمو الملكي الأمير محمد علي في نادي الاتحاد الإنكليزي المصري.
وكانت مناسبة الاحتفاء به في هذا النادي أنه مر بمصر أثناء سفره إلى أثينا حيث يتقلد منصب الأستاذية في الأدب الإنكليزي بالجامعة اليونانية. وكرسي الأدب الإنكليزي في تلك الجامعة يلقب باسم الشاعر الإنكليزي بيرون. فيقال (كرسي بيرون) للأدب الإنكليزي تكريماً لذكرى هذا الشاعر الذي ساهم في تحرير اليونان بقلمه وبسيفه. وما زالت اليونان تحتفظ له بأطيب الذكرى وله في عاصمتها أكبر تمثال فيها.
ولما مرَّ اللورد دنساني بمصر نظم أبياتاً هذه ترجمتها نثراً:
انتظار طويل
(أيها الملوك الأربعة الجالسون في ساحة أبي سمبل متجهين نحو مشرق الشمس، لقد رأيتم الإنسان يطير).
قلت لهم ذلك وخلت أني أسمع جواب ثلاثة منهم أثناء مرورنا أمامهم بالطيارة (أما الرابع فقد كسر عند منتصفه فانشطر شطرين).
(وأحسب جواب الثلاثة:
(نحن لا نلحظ إلا ما كتب له الخلود. نلحظ نهرنا القديم في فيضانه، والشمس في سطوعها، والمطر في إبانه، وكل خالد في تغلبه على زمانه. ورأينا ورأى معنا هذا الرابع قبل أن ينكسر شعاعاً ذهبياً ينبثق من صخرة فيوقظ الروح في بلدنا هذا المقدس وقد أخذ هذا الشعاع الذهبي من زمن فات يتجه نحو الشمال، ونحن منذ ذلك العهد لم نلحظ ما يستحق أن يلحظ).
هذه الأبيات في أصلها ذات جرس ورنين، وهي كل الذي قرأته له عدا حديثاً له مع محرر