للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[هذا العالم المتغير]

للأستاذ فوزي الشتوي

سكر وكحول من النشارة

كم من نشارة الخشب والمواد النباتية نلقي كل يوم؟ إننا نحاول لاستغلالها في إشعال الأفران. فهل نحصل على أكمل فائدة منها؟

نتخلص كل يوم من أطنان من المواد النباتية. وينظر الكيماوي إلى هذه المواد أسفا لأنه لم يتوصل إلى طريقة يستطيع بها إعادة ترتيب عناصرها الأولية فيخرج منها مواد ضرورية للحياة. فهو يعرف أنها تتكون من كربون وإيدروجين وأكسوجين. وبعضها العناصر الأساسية في السكر والكحول والبترول.

والعقبة الكبرى هي إعادة هذا التكوين بطريقة تجارية نقلل نفقات صنعها حتى تصلح للاستهلاك العادي. وقد تمكن ١٢ عالما أميركيا في صيف السنة الماضية من تذليل هذه الصعوبة فحولوا نشارة الخشب إلى كحول وسكر. فمن ٥٠٠ رطل من النشارة العادية حصلوا على ٢٥٠ رطلا من السكر في ٨ ساعات وحولت الأخيرة بدورها إلى ١٢ جالونا ونصفا من الكحول في ٢٤ ساعة

ومعنى هذا أن الطن من النشارة يتحول إلى نصف طن من السكر أو ٥٠ جالونا من أثيل الكحول. وهو غير المادة الكحولية المعروفة باسم ميثل وهي سامة وتستخرج من الخشب أيضا؟

ومن المعروف أن استخراج الكحول من الخشب عملية قديمة. على أن النجاح الذي أحرزه العلماء أخيراً كان استخراجه بنفقات زهيدة، فلم يتجاوز إنتاج الجالون ٥٠ مليما، وفي زمن قصير، إذ تيسر إنتاجه في ثلث المدة السابقة

وكان هذا الكشف العلمي عاملا قويا ساعد على سد الحاجات العسكرية والمدنية في الولايات المتحدة التي قدر استهلاكها في السنة بـ ٦٤٠ مليون جالون ينفذ منها في صناعة المطاط الصناعي ٣٣٠ مليونا ويوزع الباقي على صناعات المفرقعات والنسج وغيرها، ولا تنتج هذه البلاد في الواقع إلا ٥٩٠ مليونا فأتاح لها هذا الاكتشاف تعويض النقص

وتقدر نشارة الخشب التي تتخلص منها المصانع بالحريق بـ ٣٠ مليون طن يكفي أقل من

<<  <  ج:
ص:  >  >>