للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أندلسيات]

أبو بكر بن العربي

للأستاذ عبد الرحمن البرقوقي

أسلفنا أن المترجم له قدم الأندلس من رحلته بعلم كثير، واتخذ بلده أشبيلية مقاما له، وأخذ يذيع علمه، وجلس للوعظ والتفسير والإفادة، ورُحِل إليه للسماع، وصنف في غير فن تصانيف كثيرة حسنة ضخمة، حتى يروى أنه ألف أربعين مؤلفا في موضوعات شتى فُقِد معظمها، ذكروا منها كتاب العواصم والقواصم، والمحصول في أصول الفقه، وكتاب المسالك في شرح موطأ الإمام مالك، وكتاب الناسخ والمنسوخ، وكتاب أنوار الفجر في تفسير القرآن، قالوا إنه ثمانون ألف ورقة في ثمانين مجلدا، وكتاب عارضة الأحوذي على كتاب الترمذي الخ ولمناسبة كتابه أنوار الفجر في التفسير نورد كلمة له قالها عند تفسير قوله تعالى: (إنْفِروُا خِفَافا وثِقاَلاً)، تدل على أنه كان إماما طليقا واسع آفاق الفكر عصريا كما نعبر اليوم. . . وهي هذه: (ولقد نزل بنا العدو - الأسبانيون - قصمه الله سنة ٥٢٧، فجاس ديارنا وأسر جيرتنا، وتوسط بلادنا في عدد حدّد الناس عدده، وكان كثيرا وإن لم يبلغ ما حددوه، فقلت للوالي والمولى عليه: هذا عدو الله قد حصل في الشرك والشبكة، فلتكن عندكم بركة، ولتكن منكم إلى نصرة الدين المتعينة عليكم حركة، فليخرج إليه جميع الناس حتى لا يبقى منهم أحد في جميع الأقطار فيحاط بهم فإنه هالك لا محالة إن يسركم الله له، فغلبت الذنوب، ورجفت بالمعاصي القلوب، وصار كل أحد من الناس ثعلبا يأوي إلى وجاره، وإن رأى المكيدة بجاره، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل. .) وقد أسند إلى المترحم له قضاء بلده. قال تلميذه القاضي عياض: فنفع الله به أهلها لصرامته وشدته ونفوذ أحكامه، وكانت له في الظالمين سورة مرهوبة، وتؤثر عنه في قضائه أحكام غريبة، ثم صرف عن القضاء، وأقبل على نشر العلم وبثه. . .

تلاميذه

وقد تتلمذ للمترجم له عدة ممن تخرجوا عليه وكان لهم شأن يذكر، فمنهم القاضي عياض صاحب الشفاء، وسنترجم له إن شاء الله - ومنهم الإمام الحافظ ابن بشكوال صاحب كتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>