للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[من هنا وهناك]

للأستاذ السيد أحمد مصطفى

توماس مان:

عندما وصل توماس مان الروائي الألماني الأشهر لندن في أواخر شهر مايو الماضي أخبره ناشرو كتبه بأن متوسط ما يباع من كتابه الأخير (الدكتور فاوستس) يبلغ الثلاثمائة نسخة في اليوم الواحد. هذا بالرغم من أنه ليس من الروايات التي يستطيع عامة القراء هضمها بسهولة، وأن النقاد لم تجتمع كلمتهم جميعاً في الإشادة به والثناء عليه.

وفي خلال إقامة الدكتور مان بإنكلترا سجلت له دار الإذاعة البريطانية أحاديت أدبية متنوعة، كما كلّف بإلقاء محاظرات عن (جوت) في جامعة أكسفورد (باللغة الألملنية) وفي جامعة لندن (باللغة الإنكليزية) وذلك قبل أن ينهي رحلته التي يقوم بها الآن إلى قارة أوربية.

ومع أن الروائي الألماني الكبير لم يكن يبغي زيارة ألمانيا في بادئ الأمر، إلا أن الدعوة التي وصلته من فرانكفورت، وجائزة جوت (أرفع جائزة يمكن أن ينالها مؤلف أديب) التي أنعم بها عليع، غيرتا رأيه في هذا الخصوص. فقرر السفر إلى ألمانيا، والاشتراك في حفلات ذكرى جودت التي أقيمت هناك في اليوم الثامن والعشرين من شهر أغسطس الماضي وذلك لمناسبة مرور مائتي عام على مولد هذا العبقري الألماني الفذ.

أريكا:

وترافق الدكتور مان في رحلته الأوربية هذه زوجته وكبرى بناته الثلاث؛ أريكا المرحة الخفيفة الروح ذات الشعر القاتم والتي تجتاز أواسط العقد الرابع من عمرها الآن، وتتكلم الإنكليزية بطلاقة عجيبة.

وأريكا هي التي تمكنت من إنقاذ النسخة الأصلية من رواية أبيها (يوسف وإخوته) وحالت دون وقوعها في أيدي النازيين على أثر استيلائهم المفاجئ على مقاليد الحكم في ألمانيا، حيث صادف أن كان أبواها آنذاك يقضيان عطلتهما السنوية في سويسرة.

وقد هرَّبت أريكا هذه الرواية التي لم تكن حينذاك سوى مسودات فحسب إلى سويسرة بعد

<<  <  ج:
ص:  >  >>