حتى أخرجها عن الطبيعة إلى التكلف الافتعال. وعلى المناظر المتكلفة تعتمد الفكاهة في الرواية، وما كان هكذا فن الريحاني، فن الفكاهة الراقية والنكتة الرائقة.
ومجموعة الممثلين والممثلات لا بأس بها، ولكن الرواية مبتذلة مسفة كنت أفضل ألا يبدؤا بها إن كان لديهم خير منها، وأرجوا أن يكون حظهم في غيرها أحسن منها. وقد أجاد نعيم مصطفى في تمثيل شخصية الصعلوك وهو ممثل خفيف الظل، ولا أخشى عليه إلا أن يصر على التأليف فإنه يحتاج إلى تأليف قوي يظهر كفايته التمثيلية، وهو يشبه الريحاني فعلاً في صوته وطريقة كلامه وسخريته. ولا بأس أن يبدأ بهذا على سبيل الإعلان، ولكن لابد له أن يكون لنفسه شخصية مستقلة. وإني لأعجب من أولئك الذين يتحدثون عمن يخلف الريحاني، هل الريحاني منصب يبحثون عمن يشغله؟ وهل كان هو صورة لأحد قبله؟ إن الفنان الأصيل هو الذي يأتي على غير مثال سابق.