للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

الأمير شكيب أرسلان والنشاشيبي:

أضيف هذه (الحاشية) إلى الحديث عن (أبي بكر الخوارزمي) في (الرسالة) الغراء ٦٥٧، القسم ٢٥ (في إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب):

يطلع العلامة الأستاذ أمير البيان الأمير شكيب أرسلان على خطبة النشاشيبي (كلمة في اللغة العربية)، فيبعث إليه بهذا الكتاب:

أخي العلامة الأستاذ:

أهنيك بهذه الخطبة في محاسن اللغة العربية، لا بل أهنئ هذه اللغة الشريفة بك، وأرجو لها من خير الحافظين بقاءك. كتبت إلى مصر بأن يرسلوا لك نسخة من (حاضر العالم الإسلامي)، وعليك أن تسدل عليه ذيل الستر، لأنه كتب وأنا أجوب في الأقطار، ومن قطار إلى قطار، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.

(مرسين ٨ حزيران ١٩٢٥) شكيب أرسلان

وينشر الأمير - بعد الكتاب - مقالة بليغة في مجلة (الزهراء) الغراء، منها قوله:

(قرأت هذه الخطبة أولاً في الجرائد، وفتنت بها، وأعجبت بما حوته من جزالة لفظ، وبلاغة معنى، وسداد حجة. ثم أهديت إليّ في كتاب نفيس الطبع، بهج المنظر، لم أر أليق منه قالباً لتلك الروح العالية، ولا أبدع صدفة لهاتيك الدرّة الغالية. فمذ الآن أقول: إنه كتاب مع وجازته قد زخر عبابه، ومع قلة قراطيسه قد قرطس نشابه. . .

ولتهنأ العربية بهذا النصير قليل النظير، والعاشق الساهر الليالي في رعي نجوم التحقيق والتنقير. ومع أني هجرت الشعر لم أملك نفسي أن قلت:

قد قالت اللغة الفصحى بغربتها ... قد أحسن الله إسعافي ب (إسعاف)

هو المجيب لمن قد بات ينشده ... أنصر أخاك لدى ظلم وأس عافى)

ولما قرأ النشاشيبي تلك الحواشي العظيمة في (حاضر العالم الإسلامي). أرسل إلى الأمير بكتاب جاء فيه:

(ذكرتني هذه الحواشي بقولين لإمامين: قيل لأبي بكر الخوارزمي عند موته: منتهى! قال: النظر في حواشي الكتب. وقال أستاذ الدنيا جار الله: الزيت مخ الزيتون؛ والحواشي مخخة

<<  <  ج:
ص:  >  >>