من المراحل الهامة في الطيران الحربي مرحلة القتال، فهي
الغاية التي استعملت من أجلها الطائرات في القتال، فأصبحت
أخطر الأسلحة وأشدها فتكا إذ لا تقف في سبيلها حصون ولا
تقفها اختراعات، فهي تصيب المحاربين والآمنين مهما ابتعدوا
منها.
خطوة أخرى
تكلمنا في مقالتينا السابقتين عن مدارس الطيران الحربي والميكانيكي والتصوير الجوي وهانحن أولاء نبر بوعدنا فنضيف حلقة أخرى من هذا الفن المتشعب الذي يقضي الطيار حياته في الهواء وهو يتعلم دروساً جديدة فيه. وموضوعنا هذه المرة هو مدرسة المدفعية الجوية.
فقد قرأنا كيف يتعلم الطيار قيادة طائرته وكيف يصلحها، ومزايا الاستكشاف والتصوير بها والآن ننتقل إلى مرحلة أخرى من أدق المراحل وأكثرها خطراً وأشدها حاجة إلى حسن التقدير والمعرفة.
فالمدفعية الجوية اليوم عامل من أهم عوامل الهجوم والدفاع. فتصور قواعد الطيران الإنجليزي وهي تبعد عن ميناء كييل الألمانية مئات الأميال ومع هذا فإن الطائرات تصل إليها وتصيبها بأهدافها فتسبب أضراراً فادحة للأسطول الألماني المرابط هناك.
كما تدمر المصانع والمعاهد العامة. وقد يكون الانتقال من ميناء بارموث الإنجليزي إلى كييل سهلاً بطريق الجو ولكن إسقاط القنابل الصائبة من أشق الأمور ويحتاج إلى خبرة